بدأ رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مشاورات جديدة الأربعاء، بعد فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة، عقب الانتخابات الرابعة في غضون عامين.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” أن ريفلين التقى الأربعاء، كلا من رئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد، ورئيس حزب “يمينا” نفتالي بينت، للبحث عن الشخصية الجديدة التي ستنتقل إليها مهمة تشكيل الحكومة عقب فشل نتنياهو.
بدوره، طلب ريفلين من الكتل الإسرائيلية المختلفة، إبلاغه حتى الساعة الثانية من ظهر الأربعاء، بتوصيتها بشأن الشخصية البرلمانية الجديدة، التي سيحال إليها كتاب التفويض.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية، عن انقسامات بين الأحزاب الإسرائيلية حول هوية المكلف بتشكيل الحكومة، مؤكدة أن رئيس حزب “أمل جديد” جدعون ساعر قرر التوصية لصالح لابيد، في حين أن هناك معارضة من نواب في اليمين تجاه فكرة تأليف حكومة مع أحزاب اليسار.
وبهذا الصدد، قالت صحيفة “معاريف” العبرية في تقرير ترجمته “عربي21“، إن جهود نتنياهو فشلت، بما فيها الاقتراح الدراماتيكي الأخير، الذي طرحه بأن يكون بينيت الأول في عملية تناول رئاسة الوزراء، مشددا على أن هذا الخيار “لم يحقق التأثير المتوقع”.
وذكرت الصحيفة أن “نتنياهو لم يستسلم، لأنه لم يرفد يديه أبدا حتى اللحظة الأخيرة وبعدها”، مشيرة إلى أنه يتمسك بـ”شهوة السلطة هو وزوجته، وأصبحا مثل الديكتاتوريين والطغاة، وغير مستعدين للتنازل”، بحسب تعبيرها.
ولفتت الصحيفة إلى أن فشل نتنياهو يعود إلى أنه لا أحد يصدق كلمته، حتى إن أتباعه بدأوا يرون أن السفينة تغرق، ومن المتوقع أن يتخلوا عنه قريبا، منوهة إلى أنه من الصعب التصديق أن حزب الليكود سيوصي بـ بينيت من أجل تشكيل الحكومة، وليس واضحا ما إذا كان هذا قانونيا، بسبب توصية الليكود السابقة على نتنياهو.
وتابعت: “الذين لم يوصوا بـ نتنياهو بإمكانهم التوصية، لذلك فإن من المتوقع أن يحصل لبيد على تفويض تشكيل الحكومة”، مشددة على أن “هذا مجرد تخمين”.
وأكدت الصحيفة أن ساعر وزعيم إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، يتمسكون بأن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل، لما يتصف به من جنون العظمة، مشيرة إلى أن هناك فكرة أخرى ظهرت مؤخرا في أروقة “تكتل التغيير”، وتتمثل في تقديم حكومة انتقالية في غضون أيام قليلة.
وأوضحت أن هذه الحكومة سيرأسها بالتناوب كل من بينيت ولابيد، وذلك لمدة عامين لكل منهما، وهو العرض الذي قدمه الأخير، في محاولة لإحراز تقدم بالتعثر الحالي.
وأبرزت الانتخابات الإسرائيلية انقسامات سياسية كبيرة، ولم يسبق للاحتلال إجراء أربع جولات انتخابية في غضون عامين، ولم تسفر عن نتائج حاسمة تتيح لأي مرشح تشكيل غالبية في الكنيست (البرلمان) المؤلف من 120 عضوا.
وحظي نتنياهو بدعم حزبين يهوديين متشددين وتحالف “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، مقابل محاولة خصومه الإطاحة به تحت تكتل التغيير، وبحال لم يتمكن أي من المرشحين من تشكيل الحكومة الجديدة، فسيذهب الكيان الإسرائيلي إلى جولة انتخابات خامسة.
- عربي21