أردوغان وابن سلمان وجهان لعملة واحدة.. لعلكم تعقلون.

521

يبدو ان فرقعات اردوغان الناربة وخطاباته البطولية الجوفاء سواءً فيما يتعلق بفلسطين أو الإسلام قد استدرجت بسطاء المسلمين والعرب خصوصاً من اصحاب العقول الفارغة من كل طبقات المجتمعات العربية والإسلامية وأوهمتهم أن هذا المتصهين الذي لا يختلف عن ابن سلمان ولي عهد السعودية سوى بالإسم هو المخلص و امير المؤمنين المنتظر الذي سيقيم الخلافة على منهاج النبوة و لم يدرك هؤلاء ان الخلافة التي يسعى اليها هذا المنافق في تركيا وابن سلمان مرآته في السعودية لا تتعدى ان تكون خلافة على منهاج ابليس بالأدلة القاطعة.

عدوان ابن سلمان على اليمن وعدوان اردوغان على سوريا

منذ مارس 2015 يشن ابن سلمان عدواناً على الجيران والإخوة في اليمن لاحتلال بلادهم والسيطرة على ثرواتهم بذريعة اعادة ما تسمى بالشرعية للرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي واذا تكلمنا عن العدوان على اليمن فسيحتاج هذا الحديث إلى مجلدات و كتب و لكن يكفي ان نقول ان ما تسبب به ابن سلمان من ضحايا تفوق المئتي الف قتيل من مختلف الفئات العمرية من الشعب اليمني و تفشي الأمراض والمجاعة نتيجة الحصار المطبق يضعه في مصاف المجرمين على مر التاريخ و أحد ابشع مجرمي الحرب في العصر الحديث.

وفي هذا المجال لا يختلف اردوغان عن ابن سلمان قيد أنملة فالرئيس التركي يشن حرباً على جيرانه في سوريا لاسقاط النظام السوري بذريعة حقوق الإنسان و يدعم الجماعات الإهابية المسلحة التي تأتمر بأمره و يرفع من اجل اضفاء الشرعية على افعاله لواء الإسلام و يتذرع في تصرفاته العدوانية تجاه الجار السوري بأن النظام يقتل شعبه ويشرده و يسانده في هذا التوجه قطيعُ واسع من مدعي الثقافة من العرب الذين استمرأوا العبودية ويرون فيه الأمير الجديد الذي سيعيد الخلافة العثمانية الى بلاد المسلمين متناسين كم عانى اجدادنا من نير و ظلم الإحتلال التركي تحت مسمى الخلافة, ولا يتورع اردوغان عن سرقة الثروات السورية من نفط ومحاصيل زراعية و لا ننسى من فكك مصانع حلب ونقلها إلى تركيا ووصل البعض منها هدايا إلى قطر.

ويبدو ان من يساندون اردوغان تناسوا دعمه للجماعات الإرهابية في سوريا سواء من جبهة النصرة أو داعش أو الإخوان التي يحارب افرادها في صفوف ما يسمى الجيش الوطني السوري تحت لواء الجيش التركي ووصل الأمر الى ان يرسلهم اردوغان الى ليبيا و أذربيجان ليخوضوا حروباً يستفيد منها زعميهم التركي بالدرجة الأولى.. والمثير في الأمر ان من يستخدمهم اردوغان في سوريا يعمل اقرانهم الذين يحملون نفس التوجه العقائدي تحت إمرة ابن سلمان في اليمن سواءً من القاعدة او داعش أو حزب الإصلاح اليمن الإخواني وينفذون اجنداته وكلا الطرفين في اليمن أو سوريا انقلبوا على حكوماتهم .. والسؤال المحيّر : كيف للمعارضين الذين يناوئون ابن سلمان من ابناء الشعب السعودي في اليمن ان يساندوا اردوغان في سوريا؟؟ كيف يعارضون قاتلاً في السعودية و يهللون لقاتل في أنقرة؟؟

ولا يسعنا هنا إلا ان نذكر ان اغلبية من يعارضون حرب ابن سلمان على اليمن من ابناء الشعب السعودي لا يعارضونه بسبب قتله اليمنين ومجازره و حصاره بحقهم بل بسبب تبديده لثروات المملكة على حرب طالت وكان من المفترض بنظرهم ان ينتهي الأمر في اسبوعين ويقضي ابن سلمان على انصار الله في اليمن فأغلبهم يساندون حزب الإصلاح لكونه اخوانياً ولا يعرفون الحق من الباطل ويلمزون ابن سلمان كون حربه على اليمنيين طالت دون ان ينتصر عليهم و يحتل بلادهم وهم أنفسهم هللوا و كبروا للمذابح التي ارتكبتها تنظيمات داعش و جبهة النصرة في سوريا على مرأى ومسمع من العالم اجمع ثم يدعون نصرة الإسلام والمسلمين فأي دين هذا الذي يبيح قتل النفس المحرمة دون ذنب ان لم يكن ابليس قائماً عليه وأميراً لمعتنقيه.

قمع المعارضين في السعودية و تركيا

لا تختلف اساليب ابن سلمان في السعودية وأردوغان في تركيا فيما يتعلق بقمع المعارضة قيد أنملة فكلاهما يداهم بيوت معارضيه و يسجنهم و يعتدي على عوائلهم فإبن سلمان لم يترك معارضاً له في السعودية إلا واعتقله ولم يسلم البقية من معارضيه من الإعتقال إلا لأنهم فروا من المملكة قبل ان يقبض عليهم الأرعن ويزج بهم في سجونه و كذلك فعل أردوغان الذي تخلص من معارضيه بتركيا بطريقة اذكى من تلك التي اتبعها ابن سلمان, فالرئيس التركي دبر انقلاباً مزعوما في بلاده ليتخلص من معارضيه سواء في السلك السياسي او العسكري دفعة واحدة ففي عام 2002 وهو العام الذي استلم فيه حزب العدالة التنمبة-حزب اردوغان- السلطة كانت السجون التركية تضم 58 ألف سجين، وفي عام 2019 ارتفع هذا الرقم إلى 291 ألف و500. قبل بدء تحقيقات حركة الخدمة كانت السجون تضم 233 ألف شخص. وتم إخلاء سبيل 45 ألف شخص في إطار قانون العفو الجنائي، وحاليا يوجد بالداخل 265 ألف شخص” لكون موجات الاعتقال مستمرة.. فكيف لمن يعارض ظلم ابن سلمان في السعودية أن لا يعارض ظلم اردوغان في تركيا؟؟ اليس هذا النفاق بعينه؟؟.

اسرائيل

من انقرة يشبعنا اردوغان بخطابات نارية عن فلسطين والإسلام ولكن عندما تتحرك اساطيله وطائراته المسيّرة لا نراها ترمي حممها على الصهاينة في تل أبيب بل على المسلمين في الجيش العربي السوري و مناوئي حكومة الوفاق الإخوانية في ليبيا وما مساندته لأذربيجان في حربها مع أرمينيا مؤخراً إلا لدوافع قومية ومصالح جغرافية والأهم منها ان لأذربيجان علاقات قوية وراسخة مع الإحتلال الصهيوني رغم كونها تعتنق في مجملها المذهب الشيعي إلا ان اردوغان لم يتطرق الى هذا الجانب في أذربيجان وكان هذا الجانب هو نفسه اساس حربه في سوريا التي حولها الى طائفية بين السنة والشيعة وهي ليست كذلك, ولكن لمن يعي فإن اسرائيل هي القاسم المشترك, فالشيعي الذي يحارب اسرائيل “رافضي مجوسي” ويصبح فجأة في انظار المتأسلمين ساعياً للتوسع والنفوذ والهيمنة في الدول السنيّة أما الشيعي الذي يطبع مع اسرائيل فهو “مسلم معتدل” واقرب مثال إلى ذلك شاه ايران الذي كان حكام الخليج ومنهم ملوك السعودية يحجون الى أعتابه في طهران وكان لإسرائيل صديقاً حميما رغم انه كان من اتباع المذهب الشيعي و لكن عندما قامت الثورة في ايران ورفعت شعار محاربة اسرائيل اصبحت ايران في ليلة وضحاها “رافضية مجوسية” تسعى دول الحليج لإسقاطها وما حرب الثماني سنوات التي دعمت فيها دول الخليج العراق لإسقاط النظام الثوري الخميني في إيران ببعيدة, ولو افترضنا ان يقبل الرئيس الأسد بالتطبيع مع اسرائيل فستنتهي الحرب في سوريا بين ليلة وضحاها ولرأينا اردوغان يطرق أبواب دمشق يرجو من سيدها السماح والغفران ويطلب ان يفتح صفحة جديدة من الغلاقات الأخوية تحت مظلة التطبيع الإسرائيلية وكذلك سيفعل ابن سلمان و أمير قطر و سائر دول الخليج التي لم تستكمل بعد علاقاتها مع سوريا.

بالنسبة لفلسطين فهي لا تشغل حيزاً لافي اجندات السعودية ولا تركيا والحديث عن حل عادل للقضية الفلسطينية بالشكل المخزي المطروح والمتمثل بالمبادرة العربية والتي بالمناسبة توافق عليها تركيا ما هو إلا لذر الرماذ بالعيون ويا ليتهم أفلحوا فالمبادرة بالأصل خيانية ولا ينادي بها إلا كل خائن لقضية الفلسطينيين سواءً من العرب أو الفلسطينيين أنفسهم لأنها ترسخ وطناً قومياً للصهاينة وتشرعن احتلالهم لفلسطين وتهدر حقوق اللاجئين من ابناء الشعب الفلسطيني ومع هذا يرفضها الإسرائيليون ويستمرون في مشروعهم الإستيطاني التوسعي.

ابن سلمان يعترف بحق اليهود في وطن لهم بفلسطين وعلاقاته مع الصهاينة كالسمن على العسل واردوغان اول من اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني حتى قبل ترامب والسفارة الإسرائيلية قائمة في أنقرة كما يعرف العالم كله والطيران التركي لا يهداً في مطارات كيان الإحتلال, أما عن التجارة بين تركيا و اسرائيل فحدّث ولا حرج فقيمة المبادلات التجارية بين الكيانين بالمليارات إذ ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين إسرائيل وتركيا، لم تؤثر على حجم التبادل التجاري بين البلدين، بعد الارتفاع في العام الجاري.

وأشارت الصحيفة إلى أن التجارة التركية الإسرائيلية تزداد مع وصول العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى منخفض، إذ ارتفعت صادرات الأطعمة والمشروبات التركية إلى إسرائيل حتى الآن في عام 2020، على الرغم من الوباء.

في عام 2018، بلغ حجم التجارة الإسرائيلية التركية 6.2 مليار دولار، قبل أن ينخفض إلى 5.5 مليار دولار في 2019، بحسب أرقام صادرة عن مركز التجارة الدولية ومقره جنيف، وهو وكالة مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية.

يجعل ذلك، تركيا سادس أكبر شريك تجاري لإسرائيل، كما يشير ميناشي كارمون، الرئيس السابق لمجلس الأعمال الإسرائيلي التركي ومالك شركة استيراد وتصدير.

وقالت الصحيفة، إن الدولتين تضع المصالح التجارية المشتركة أساسا لبناء العلاقات الثنائية، رغم الخلافات السياسية بينهما.

تملك تركيا علاقات مع إسرائيل منذ زمن بعيد يعود لعام 1949، حيث تطورت هذه العلاقات بعد وصول حزب العدالة والتنمية لسدة الحكم في البلاد عام 2002.

في عام 2019، تصدرت المنتجات الكيماوية، الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا بحصة تقارب 50 في المئة، تليها المواد البلاستيكية (12 في المئة) والوقود (9 في المئة)، بحسب أرقام معهد التصدير الإسرائيلي.

في المقابل، كانت الواردات من تركيا أكثر تنوعا، حيث لم يسيطر أي قطاع عليها، إذ تعتبر المركبات أكبر واردات إسرائيل من تركيا بنسبة (18 في المئة)، والحديد والصلب (16 في المئة)، يليها البلاستيك (7 في المئة) والآلات (6 في المئة) والأسمنت (5 في المئة).

إذا كانت هذا الإزدهار في العلاقات بين الكيانين قائماً رغم التوتر المزعوم بينهما فكيف سيكون الحال مع تحسن العلاقات؟؟

فإذا كان اغلبية من يعارضون ابن سلمان ينتقدون سياساته التطبيعية مع كيان الإحتلال فلماذا يغضون الطرف عندما يطال الأمر اردوغان وكأن شيئاً لم يكن ويسوقون له المبررات ان العلاقات مع الإحتلال كانت قبل ان يستلم زمام الحكم في تركيا!!

كيف سيبررون تصريحات عضو مجلس الأمن الرئاسي والسياسة الخارجية مسعود حقي تشاشين الذي قال “إذا تقدمت تل أبيب بخطوة واحدة نحو تركيا فإن الأخيرة ستتقدم إليها بخطوتين”.

كيف سيبررون قوله أنه “إذا استمرت مفاوضات إعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل على نحو جيد، من الممكن أن تعيِّن أنقرة سفيراً في تل أبيب بحلول مارس المقبل”.

كيف سيبررون قوله أنه لا يريد أن تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية تراجعا آخر وأن العلاقات والأمن بين البلدين في غاية الأهمية…

كيف سيبررون كل هذا.. لماذا تصريحات ابن سلمان عن التقارب مع اسرائيل مدانة وخيانية وتصريحات اردوغان عن التقارب مع اسرائيل مقبولة ومن باب “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله” !! هل اسرائيل التي تحتل فلسطين وتنكل باخوتنا الفلسطينين التي يسعى ابن سلمان للتقارب معها غير اسرائيل التي يتاجر معها اردوغان؟؟ هي اسرائيل واحدة فلماذا تختلف المعايير عندما يتعلق الأمر بأردوغان.. أم انه النفاق والتحزب الضيّق؟؟

الفساد الأخلاقي ونشر الرذيلة

لا يكاد يمر اسبوع إلا ونصطدم في وسائل التواصل الإجتماعي بفيديو يعكس مدى الإنحلال الاخلاقي الذي بات يتفشى في المجتمع السعودي برعاية ملكية يطال الذكور والإناث على حد سواء فمشاهد التعري والتحرش والشذوذ الجنسي التي تبث من المملكة اصبحت شيئاً مالوفاً ومتوقعاً في ظل حكم المتصهين محمد بن سلمان, ولا يكاذ يمر يوم إلا ونصطدم بوسم يشجع على الشذوذ في المملكة تحت شعار الحرية المزعومة.

كما اصبحت الملاهي والبارات في السعودية شيئاً مألوفاً نزولاً عند رغبة الصهاينة الأمريكان الذين يشترطون انفتاحاً كاملاً في المملكة كأحد شروط قبول ابن سلمان ملكاً مستقبليا والذي بدوره يفعل اكثر مما هو مطلوب منه.

وفي هذا الجانب لا تخرج تركيا عضو الناتو والساعية الى الدخول في الإتحاد الأوروبي عن المألوف والتي تسعى بكل ما يتطلبه الأمر لنيل العضوية عن الذي نراه في المملكة بل تتعداه إلى ما هو أبعد ويمكن تشبيه تركيا بدبي في هذا المجال فبيوت الدعارة منتشرة ومرخصة في ظل الحكم الإسلامي المزعوم لحزب العدالة والتنمية والمثليين في تركيا حقوقهم محفوظة لا تُمس ويمارسون الرذيلة بكل حرية ولا ننسى صناعة الأفلام الجنسية المزدهرة في تركيا “الإسلامية” دار الخلافة التي يعلق عليها خرفان العرب آمالهم.

للأغلبية التي “تعارض ابن سلمان وتمجّد اردوغان” ولسنا منهم.. لماذا انحلال ورذيلة ابن سلمان مدانة وانحلال ورذيلة اردوغان مبررة بهذا ما وجدنا عليه آباءنا؟؟ هذا هو النفاق بعينه.

كلمة اخيرة لعلكم تعقلون .. ان الحق كل لا يتجزأ وسياسة الكيل بمكيالين لا تنبت إلا من فساد أخلاقي وعقائدي .. والركون الى الصهاينة وحلفائهم كفر وخروج عن الملة وهو عين ما يفعله اردوغان بانتسابه لحلف الناتو الصليبي الصهيوني وهو عين ما يفعله ابن سلمان بتحالفه مع التاتو الصليبي الصهيوني فلا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار فكيف اذاً بالركون لمن انطبق عليهم قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم: “۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ۞”.

ابن سلمان وأردوغان اتخذا من اليهود والنصارى -حلف الناتو- أولياء فأصبحوا منهم ومن يتولى ابن سلمان أو اردوغان لا يخرج عن سياق الآية فيصبح منهم وهؤلاء لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذابُ أليم.. فهل تعقلون؟؟

  • الواقع السعودي

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا