أصر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على فوزه في الانتخابات التي كان قد فاز فيها جو بايدن قبل نحو شهر، فيما لم ينجح فريقه القانوني حتى الآن في تقديم أي أدلة تقبلها المحاكم بشأن حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية. ويأتي هذا التصريح مساء السبت خلال تجمع انتخابي لترامب أمام المئات في ولاية جورجيا دعما لمرشحَين جمهوريّين في انتخابات فرعية تُعتبر حاسمة لتحديد الغالبية في مجلس الشيوخ.
خلال مشاركته مساء السبت في جورجيا بأول تجمع انتخابي بعد الاقتراع الرئاسي، قال دونالد ترامب إنه سيفوز في الانتخابات التي كان جو بايدن قد فاز بها قبل نحو شهر.
وأمام مئات المؤيدين الذين تجمعوا في الهواء الطلق في مدينة فالدوستا، قال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته “نحن نفوز في هذه الانتخابات”. وتابع وسط الهتافات “سيُحاولون إقناعنا بأننا خسرنا. نحن لم نخسر”، منددا بـ”انتخابات مزوّرة”.
وعلى الرغم من هجوم ترامب غير المسبوق على نظام الانتخابات الأمريكي الذي اعتبرأنه لم يعد صالحا، فإن فريقه القانوني لم ينجح حتى الآن في تقديم أي أدلة تقبلها المحاكم بشأن حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية.
ويذكر أن ترامب جاء إلى ولاية جورجيا دعما لمرشّحَين جمهوريّين في انتخابات فرعية تُعتبر حاسمة لتحديد الغالبية في مجلس الشيوخ وموازين القوى في العاصمة واشنطن. وقال ترامب إنه في حال “لم يفز” السناتوران ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر فـ”لا شيء يمكنه إيقاف الديمقراطيين”. وتابع “لا فكرة لديكم إلى أي حد سيكون الأمر سيئا”.
وخصص ترامب جزءا كبيرا من خطابه للحديث عن الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، مذكرا بانتصاراته في ولايتي فلوريدا وأوهايو، ثم أضاف، خلافا للنتيجة الرسمية “لقد فزنا أيضا بجورجيا، كان ذلك جيدا”.
ومن المرتقب التصويت في 5 كانون الثاني/يناير على مقعدي مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، وهما يتبعان إلى الجمهوريين حاليا.
وفي حال خسارتهما، فإن الغالبية في مجلس الشيوخ ستنتقل إلى الديمقراطيين، لأنه في ظل التساوي بالمقاعد (50 لكل جهة) سيكون بإمكان نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس التصويت والبت وفقا للدستور. وسيتيح ذلك لجو بايدن الذي يتولى منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، التعامل مع كونغرس ديمقراطي.
ولكن في حال احتفظ الجمهوريون بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ، سيتعين حينها على الرئيس المقبل التعامل مع كونغرس منقسم، وسيكون بمقدور الجمهوريين عرقلة ترشيحاته للمناصب الحكومية ومشاريع القوانين المهمة.
وبرفقة زوجته ميلانيا ترامب، شارك الرئيس المنتهية ولايته عند الساعة 7:00 مساء (00:00 بتوقيت غرينتش) في تجمّع بفالدوستا في أرياف ولاية جورجيا، بحضور السناتورَين ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر. وقال هذا الأسبوع “علينا أن نعمل جاهدين لنحرص على فوزهما”.
لكن في الوقت نفسه، وجّه ترامب انتقادات للسلطات المحلية رغم أنها جمهورية على خلفية رفضها الرجوع عن نتائج الانتخابات الرئاسية فيها حيث تقدم بايدن في نهاية المطاف بفارق قليل من نحو 13 ألف صوت في هذه الولاية المحافظة.
ويشدد ترامب على أنه لا يزال يتعيّن التحقق من التوقيعات على بطاقات اقتراع 3 تشرين الثاني/نوفمبر. وغرد السبت “سأفوز بسهولة” إثر ذلك.
“مقرر مسبقا”
وتثير هذه التصريحات تشكيك أنصار ترامب. وتوجهت ناخبة في جورجيا إلى رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال الأسبوع الماضي بسؤالها عن جدوى إنفاق “الأموال والجهد طالما أن كل شيء مقرر مسبقا؟”.
وفي الجولة الأولى، تقدم ديفيد بيرديو بأكثر من 88 ألف صوت على منافسه الديمقراطي جون أوسوف. يعطيه هذا الرقم هامشا كبيرا، ولكنه ليس كافيا لمنحه أكثر من 50% من الأصوات اللازمة للفوز بمقعد جورجيا.
وتأخرت كيلي لوفلر من جانبها بأكثر من 300 ألف صوت عن منافسها رافايل وارنوك، لكنها عانت في الجولة الأولى من منافسة جمهوري آخر هو دوغ كولينز (980,500 صوت).
وحذر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الجمعة في حملة انتخابية على الإنترنت لصالح الديمقراطيين من أن “الأمر لا يتعلق بجورجيا فحسب (…) يتعلق بأمريكا والعالم”.
وفي اليوم نفسه، كان نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس في جورجيا حيث سعى بصعوبة للتوفيق بين رسالتين انتخابيتين: الاحتجاج على فوز جو بايدن وتحفيز الجمهوريين قائلا “يمكننا أن نقاتل من أجل رئيسنا وأن يكون لدينا في نفس الوقت المزيد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ”.
وأكد بايدن الجمعة أنه سيقوم بحملة في جورجيا، لكن من دون تحديد الجدول الزمني.
- فرانس24