الخارجية العراقية.. منزل للأكراد أم ممثلة لسياسة البلاد

    393

    في كل دول العالم ووفقا للسياقات الرسمية فان وزارة الخارجية هي المسؤول الاول عن السياسة الخارجية للدول ومعبرة عن مواقفها وارائها تجاه ما يحصل في بلدان العالم الاخرى.

    وتعتبر الخارجية من الوزارات المهمة في الحكومات وهي من الامور التي تعيرها الدول اهتمام بالغ خاصة فيما يتعلق باختيار الممثلين عنها سواء في داخل البلاد او السفارات المتواجدة ببلدان العالم.

    الخارجية العراقية وكما هو معروف وفقا للنظام المحاصصاتي فانه دائما ما يتم توزيعها بحسب المكونات والكتل السياسية المشاركة بالحكومة وهو ما يعبر عنه مراقبون للوضع السياسي بالعراق وخاصة في وزارة الخارجية المعبرة عن مواقف الحكومة العراقية تجاه الاحداث الخارجية.

    وحصل الاكراد على وزارة الخارجية لدورتين واحدة في زمن الوزير الاسبق هوشيار زيباري والثانية الان والتي يرأسها فؤاد حسين التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني.

    وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي عباس العرداوي ان المكون الكردي يتعامل مع وزارة الخارجية وكأنها منزل له وليس معبرة عن السياسة الخارجية للبلاد وهو ما حصل في الدورتين التي حصل بها الاكراد على الخارجية من قبل هوشيار زيباري وفؤاد حسين.

    ويضيف العرداوي في حديثه لـ”العهد نيوز” اليوم الاثنين، ان “وزارة الخارجية في كل دول العالم تمثل السياسة الخارجية للدول بغض النظر عن خلفية الوزير وفريقه الذي يعمل معه”.

    واضاف “خلال دورتين انتخابية وجدنا للأسف ان المكون الكردي عندما يكون هو ممثلا لوزارة الخارجية يذهب بعيدا باتجاه منافعه الشخصية وبعيدا عن خطة بناء الدولة وسياسة العراق واراء الشركاء وتطبيق المهنية في ذلك والذهاب تجاه المصالح الكردية وهو ينعكس على الوزارة نفسها”.

    وتابع العرداوي ان “تمثيل الارادة العراقية لم نجدها في حقيبتين متمثلة بزيباري وفؤاد حسين خاصة وان استجذاب بعض الدول او التباعد عنها يحتاج الى سياسة خارجية كبيرة”.

    واشار الى ان “الشعب العراقي بكل تاكيد يرفض الاعتداء السعودي على الشعب اليمني وهنا نتسائل كيف يذهب وزير الخارجية للتهنئة في مناسبات كثيرة للسعودية واستدانة حق الدفاع للشعب اليمني وهو ما شاهدناه ايضا في موضوع استهداف العالم النووي الايراني محسن زاده والذي هو استهداف للإنسانية ليذهب العراق الى استغفال هذه القضية”.

    وبين ان “هذا الامر ايضا ينطبق على التعامل مع الجانب الامريكي حيث لا نجد دور لوزارة الخارجية في تنفيذ ارادة الشعب العراقي المتمثل بتطبيق قرار البرلمان وخروج القوات الاجنبية” موضحا ان “الضعف واضح في المكون نفسه وهو يعزز ضعف الحكومة الحالية وبالتالي ينعكس على الدولة بشكل كامل”.

    ومن جانبه انقد النائب عن كتلة الصادقون حسن سالم، صمت الحكومة العراقية تجاه اغتيال العالم الايراني، متسائلا اين الوفاء ورد الجميل؟.

    وقال سالم في تغريدة له على منصة “تويتر” واطلعت عليها “العهد نيوز”، ما نصه “شتان بين اثنين بين جارة معادية (السعودية) وجارة مسالمة (ايران) عندما تستنكر وزارة الخارجية العراقية استهداف المواقع السعودية بعد ان استباحت دماء الصغار والكبار وصنعت المجازر البشرية ظلما وعدوانا في اليمن”.

    واضاف “وعندما يغتال عالم من علماء الجارة المسالمة واحد قياداتها البارزين تصمت وزارة خارجيتنا ولا تستنكر او تشجب كما فعلت مع الجارة المعادية التي ارسلت لنا اكثر من 5000 انتحاري ليقتلون ابناء شعبنا”.

    وتسائل سالم بحسب التغريدة “اين الوفاء ورد الجميل لجارة وقفت معنا يوم تخلى عنا الجميع؟ واين الدبلوماسية؟”.

    وكالة العهد نيوز

    اترك تعليق

    قم باضافة تعليق
    الرجاء ادخال اسمك هنا