أعلنت قائد قوات الناتو في العراق، جيني كارينيان، أن القوات قد تبقى لخمس سنوات أخرى في العراق، حتى تفعيل برنامج الإصلاح ونظام الدفاع والأمن.
كارينيان قالت في ندوة عبر الفيديو لـ”مركز رووداو للدراسات”، إن التحالف الدولي ضد داعش، في مرحلة الانتقال وسيتم تقليل عدد قواته في العراق خلال الأشهر القادمة، مضيفةً: “سنكون عوناً لهم عن قرب في هذا الانتقال، وهدف الناتو هو القيام بواجبها في العراق، حتى دون وجود قوات التحالف الدولي، نحن نريد أن نبقى، هدفنا انجاح الإصلاح، وبعدها ولأمدٍ طويل سنقوم بمواصلة تحالفنا مع العراق، كما هو الحال الآن مع الأردن والتي تستعين بين حينٍ وآخر بخبرة الناتو في تدريب قواتها”.
كاريينان، أكدت أنه “بناءً على طلب الحكومة العراقية، أبدى وزراء الدفاع في حلف الناتو قبل أيام، موافقتهم على توسيع عمل الناتو في العراق من خلال زيادة عدد مستشاريها لتشمل وزراة الداخلية أيضاً، لذا ستكون أمامنا مهمات أكثر في الأشهر والسنوات المقبلة”.
مهمة الناتو في العراق استشارية وليس قتالية
وحول عمل ومهمة الناتو في العراق، قالت كارينيان إن “مهمة الناتو في العراق استشارية وليست قتالية، تقدم الاستشارة لوزارة الدفاع العراقية حتى إصلاحها”، مشيرةً إلى أن العمل مع الدفاع العراقية يتضمن مكافحة الفساد، تحسين إدارة القدرات البشرية وتدريبها، السياسة والستراتيجية، قانون الاشتباك المسلح، القيادة، المرأة، السلام والأمن، والعمل بحرفية في التهيئة العسكرية.
كارينيان أوضحت، أنه في الـ20 سنة الماضية، شاركت وزارة الدفاع العراقية، في عدة حروب، وهذا ما جعل من غير السهل إجراء التجديد والإصلاح فيها، لكن حان الوقت الآن لتجديدها والعمل على إصلاحٍ طويل الأجل فيها.
واضافت أنه لديهم 11 موقعاً للتدريب في مجالات التكنيك اللوجستي، وتفكيك الألغام، والهندسة والطب، ضمن الوزارة والتربية العسكرية في الكلية العسكرية العراقية، نظراً لأن الكليات العراقية كانت بحاجة للتجديد وتغيير برنامجها.
وعدت قائد قوات الناتو في العراق، الإصلاح في مجال الأمن موضوعاً هاماً، وقالت: “من الضروري جداً لحكومة الكاظمي، أن تشجع على إجراء الإصلاح في مجالات الأمن، وقد لمسنا اهتماماً خاصاً من الكاظمي بالبعض منها، مثل مكافحة الفساد داخل وزارة الدفاع التي يقوم بها الكاظمي بإجرائها حالياً”.
ونوهت إلى أن الإصلاح في مجال الأمن والدفاع، يتطلب برنامجاً طويل الأمد وعليه سيبقى الناتو لسنوات أخرى هنا حتى إنجاح ذلك الإصلاح، لافتة إلى أن الناتو يقوم بتفعيل هذا البرنامج في 19 دولة، مؤكدةً نجاح البرنامج.
الناتو لا يشعر بتأثير إيران على وزارة الدفاع العراقية
وأكدت كارينيان أيضاً أنه “لا نشعر بوجود أي تأثير إيراني ضمن وزراة الدفاع العراقية، لقد توصلنا إلى أن رغبة العراقيين الشديدة والقيادات العليا في العراق هي فهم نظام الناتو وهيكليته، ليتمكنوا من العمل في المستقبل مع الناتو، كجزء من التدريبات أو توزيع القوات”.
ومضت قائد قوات الناتو في الحديث، بالقول إنهم يولون “الأهتمام الأكبر لدعم قوات الأمن العراقية التابعة للحكومة العراقية بشكلٍ رسمي، والحشد الشعبي ضمن تلك القوات، لكن رغم ذلك ليس للناتو أي برنامج عمل مع الحشد الشعبي، ومسألة تأسيس وتمكين قوات الحشد الشعبي تتم بطلب من الحكومة العراقية، وقد تصبح جزءاً من مهمة الناتو في المستقبل”.
كارينيان، أشارت إلى أن أحد الأشياء الهامة التي على الحشد الشعبي امتلاكها هي القدرات البشرية، ليتعرف على منتسبيه، وعدد المتمكنين والخبراء بينهم، مؤكدةً أن “كل قوة مسلحة تحت أي مسمى، إن لم تكن تحت سيطرة الحكومة، سيكون لها تهديد على الجميع، خاصة على العراقيين أنفسهم”.
وزراة البيشمركة لم تطلب دعماً من الناتو
وبخصوص دعم قوات بيشمركة كوردستان، قالت كارينيان: “حتى الآن وحسب علمي، لم تتوجه وزراة البيشمركة بأي طلب للناتو لدعمها”، وحول ما إذا كانت مهمة الناتو ستشمل قوات البيشمركة في المستقبل، قالت إن “هذا من ضمن الأمور التي لم تتضح بعد في مرحلة الانتقال، من المهم أن نعلم ما سيكون بهذا الشأن، إلا أنه ما من إجابةٍ الآن، يجب الاهتمام بهذا الشأن أكثر من قبل الحكومة العراقية والناتو والتحالف الدولي أيضاً”.
كما تحدثت قائد قوات الناتو في العراق، عن هجوم الفصائل المسلحة، على قوات التحالف والسفارة الأميركية في العراق، بالقول: “سنتناول تلك الهجمات بجدية، إلا أن الحكومة العراقية أكدت قيامها بحماية قواتنا”، مشيرة إلى تبديل أماكن التدريب بسبب الوضع الأمني والقيام ببعض النشاطات عبر الفيديو بسبب تفشي فيروس كورونا، للملائمة مع الأوضاع الحالية.
وحول هجمات تنظيم داعش في العراق، قالت كارينيان: “لقد تمت هزيمة داعش، إلا أنها ما تزال قادرة على الهجوم، ولكن بشكلٍ محدود مقارنةً بخطورته السابقة، لقد أصبحت قدرات القوات العراقية أفضل بكثير، ويقومون بالكثير من الفعاليات المسلحة وحدهم بدعمٍ بسيط من القوات الدولية”.
كارينيان تنظر إلى الاتفاق والتنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية بأهمية، مردفة: “خلال الأسابيع القليلة الماضية، وُقعت بعض الاتفاقيات الأمنية الجيدة، كإنشاء مركز مشترك للعمليات مع عدة قوات أخرى، من بينهم قوات البيشمركة، إضافةً إلى اتفاقية سنجار، إنها خطوات مفرحة، لأن داعش يستغل كل فراغ أمني في المنطقة، وإنشاء مركز عمليات مشترك والتنسيق الأمني يملأ ذلك الفراغ”.
رووداو ديجيتال