تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر تيموخين، في “فزغلياد”، حول جر الولايات المتحدة الهند إلى صراع مع الصين، وتعقيدات موقف روسيا.
وجاء في المقال: اتخذت الهند خطوة أخرى نحو تحالف عسكري مع الولايات المتحدة. فقد وقع وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ ووزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر ما يسمى بالاتفاقية الأساسية للتعاون وتبادل المعلومات.
وهكذا، فالهند، تنجرف ببطء ولكن بثبات من الوضع المحايد إلى شريك للولايات المتحدة. ومن الواضح أن ذلك كله يجري بسبب الصين. علما بأن المواجهة بين الصين والهند كان واضحا منذ عقود أنها سوف تحدث. فمنذ الستينيات، تحارب الصينيون والهنود عمليا.
ما يعقّد موقف الهند أنها لا تستطيع الاعتماد بشكل كامل على شريكها التقليدي- روسيا. فبالنسبة لروسيا، تعد العلاقات مع الصين والتجارة معها إحدى الأولويات؛ ولن تضحي روسيا بها من أجل الهند (رغم أنها مستعدة لتزويدها بالسلاح دون قيود، كما في السابق). لكن السلاح وحده لا يكفي في المعركة مع الصين. ستكون هناك حاجة إلى دعم مباشر. وروسيا لن تزود الهند بذلك، وهذا واضح للعيان.
ومنذ زمن بعيد تتودد الولايات المتحدة إلى الهند، وتحديداً بسبب الرغبة في تشكيل كتلة مناهضة للصين معها.
لفترة طويلة لم تستطع الهند الاختيار. وحتى الآن، هي في الواقع، لا تفعل ذلك. فالهنود اليوم، يواصلون التعاون مع روسيا حيثما كان ذلك ممكنا، ومع الولايات المتحدة يبنون ببطء تعاونا مناهضا للصين. وفي يوم من الأيام، سوف يصل هذان الاتجاهان إلى تناقض غير قابل للحل مع بعضهما البعض. وعندها، سيتعين على الهند اتخاذ خيار صعب.
هناك تفصيل بسيط مهم في ذلك فبصرف النظر عن مدى سوء العلاقات بين الهند والصين، فإن دخول الهند في الكتلة المعادية للصين لن يحل مشكلتها معها. سوف تستخلص الولايات المتحدة الفائدة من ذلك، كالعادة، وستكون قادرة على حل بعض مشاكلها بأيد غريبة. في الجوهر، سوف تتحمل الهند ببساطة ثمن ردع الصين في المواجهة بين واشنطن وبكين.
RT عربي