إقرار الدوائر المتعددة؛ كيف تتعامل القوى السياسية معها ومن المتضرر ومن المستفيد منها؟

770

كاظم الحاج

  • النظام الانتخابي

تعريف: – ” هو ترجمة الأصوات التي يتم الادلاء بها في الانتخابات الى عدد المقاعد التي تفوز بها الأحزاب والمرشحين المشاركين بها” وفق اليات قانونية يتم نظمها وبيانها في قانون الانتخابات.

أنواعــــــــــه: –  

  • نظام الأغلبية 2 – نظام التمثيل النسبي 3- القائمة المغلقة 4- القائمة المفتوحة 5- الدائرة الواحدة 6- الدوائر المتعـــــــــــددة   7- توجد أنواع أخرى من الأنظمة الانتخابية.

 

  • الدوائر المتــــــــــعددة /

 

قانون الانتخابات الذي تم التصويت عليه في 24-12-2019، تحت الضغط الأمريكي من خلال مظاهرات أكتوبر، لم يذكر في الفصل الخامس الخاص بطبيعة النظام الانتخابي وتحديدا المادة (15) نوع الدائرة الانتخابية، وفي التعديل الذي قدم من اللجنة القانونية كان المقترح الأول ان تكون كل محافظة انتخابية دائرة واحدة، وفي المقترح السادس لتعديل نفس المادة اقترح ان يكون كل قضاء دائرة انتخابية على ان لا تتجاوز عدد الاقضية عدد المقاعد المخصصة للمحافظة ويكون الترشيح فرديا فيها ومن يحصل على اعلى الأصوات يعتبر فائزا فيها.

 

  • أهمية نظام الانتخابات ذو الدوائر المتعددة: –

 

أولا / يتيح للأحزاب الصغيرة والناشئة والمرشحين المستقلين ويزيد من نسبة الفوز لهم في الانتخابات، مما يعني زيادة الأحزاب المشاركة في الانتخابات.

ثانيا / يزيد من المنافسة بين الأحزاب والمرشحين للحصول على اعلى الأصوات مما يؤثر إيجابيا على طبيعة ونوع البرنامج الانتخابي للجميع المتنافسين.

ثالثا / يحصر عدد الفائزين في الدائرة الانتخابية بعدد محدد مما يزيد من نسبة ان يكون الفائز هو الممثل الحقيقي للناخبين وذلك سيدفع الأحزاب للبحث عن المرشحين المقبولين عند الناخب.

رابعا / يعطي مساحة حرية أوسع للفائز إذا كان مستقلا في الائتلاف او العمل بشكل مستقل ومن جهة أخرى سيضع قيود اقل على الفائز الحزبي في الانصياع لتوجهات الحزب داخل مجلس النواب.

خامسا / بعد الانتخابات خارطة مجلس النواب أكثر تنوعا ‘وهذا سيؤثر على طبيعة التحالفات لتشكيل الحكومة او لتشكيل جبهة معارضة.

سادسا / الغاية الرئيسية من تعدد الدوائر في الانتخابات القادمة هو تحجيم الكتل السياسية الكبيرة والتي هيمنت على المشهد السياسي منذ انتخابات 2006 ولغاية الان، كما يهدف الى الزيادة في حجم الكتل الصغيرة او إيصال أحزاب جديدة وخصوصا المنبثقة مما يسمى بمظاهرات اكتوبر ذات التوجه الأمريكي المعادي لفصائل المقاومة الإسلامية والأحزاب (السياسية) محليا ولمحور المقاومة إقليميا.

سابعا / تمايز الدوائر الانتخابية وفق توجه الناخب الحزبي فيها سيركز فوز تيارات مارست خلال الانتخابات الماضية طريقة توزيع الأصوات كالتيار الصدري وهذا سيقلل من حظوظ الأحزاب الأخرى في تلك الدائرة.

 

 

  • كيف تعاملت القوى السياسية مع الدوائر المتعددة ومن المتضرر ومن المستفيد منها: –

 

نتيجة لأدراك القوى السياسية لأهمية النظام الانتخابي وبناء على المقترحات التي قدمتها جميع القوى السياسية له دخلت جميعها ومنذ التصويت على قانون الانتخابات وتأجيل الفقرة الخاصة بنوع الدائرة الانتخابية بمرحلة صراع سياسي بين الشد والجذب والرفض والقبول والعامل المشترك للجميع هو كيف الحصول على أكثر عدد من المقاعد في الانتخابات القادمة.

المقترحات التي قدمت لنوع الدائرة الانتخابية هي: –

 

  • ان يكون العراق دائرة انتخابية واحدة.
  • ان يكون العراق (18) ثمانية عشر دائرة انتخابية أي كل محافظة دائرة انتخابية.
  • ان يكون لكل نائب دائرة انتخابية.
  • ان يكون كل قضاء في المحافظة دائرة انتخابية واحدة على ان لا يتجاوز عدد الاقضية عدد المقاعد المخصصة للمحافظة، وفي حال وجود قضاء يكون عدد سكانه اقل من (100000) مائة ألف نسمة يدمج مع القضاء المجاور له
  • ان يكون عدد الدوائر الانتخابية بعدد تمثيل النساء فيها.
  • ان تكون لكل أربعة نواب دائرة انتخابية.
  • ان تكون هناك دوائر متوسطة او صغيرة من (3-5) دوائر في المحافظة، باستثناء المحافظات الكبيرة (بغداد والبصرة والموصل) وكذلك المحافظات ذات المكونات المتعددة (كركوك وصلاح الدين وأيضا نينوى)، يكون لها وضع خاص بعدد الدوائر وتقسيم المحافظة وهذا مالم يتم الاتفاق عليه لحد الان.

 

وبعد نقاش بين القوى السياسية بضغط امريكي وحكومي من خلال تحديد موعد مبكر للانتخابات في 6-6-2021، تم الاتفاق بين الجميع على ان تكون المحافظة أكثر من دائرة انتخابية واحدة، مع ترجيح الفقرة (6) السادسة الخاصة بجعل المحافظة عدة دوائر تتراوح بين (3-5) دوائر، وإذا لم يتم التصويت في يوم 10-102020 على نوع وعدد الدوائر الانتخابية، فمن المتوقع ان تظهر مقترحات جديدة لطبيعة وعدد الدوائر الانتخابية يتم طرحها مجدد للنقاش بين القوى السياسية.

 

ونتيجة لذلك انقسمت القوى السياسية بخصوص نوع وعدد الدوائر الانتخابية الى متضرر ومستفيد؛ فالكتل السياسية التي تعتبر نفسها كبيرة ومؤثرة في المشهد السياسي وقفت بالضد من ان تكون المحافظة الواحدة أكثر من دائرة انتخابية وبعضها عقد تحالفات مع أحزاب تعتبر عدوة لها من اجل الصمود امام الضغط الخارجي والداخلي لزيادة عدد الدوائر الانتخابية بل ان بعض هذه الأحزاب ذهب باتجاه ان يكون العراق دائرة انتخابية واحدة؛ ومنها: –

  • دولة القانون
  • تحالف الفتح
  • الحزب الديمقراطي الكردستاني
  • حزب الاتحاد الكردستاني

اما القوى السياسية الأخرى مع الأحزاب والتيارات المتوسطة في الحجم والصغيرة مع الأحزاب الناشئة وما يسمى بثوار أكتوبر المدعومين أمريكيا ذهبوا باتجاه زيادة عدد الدوائر من خلال تقسيم المحافظة الى عدة دوائر وصولا الى ان يكون القضاء دائرة انتخابية واحدة لما يرون فيها من إمكانية تشتيت أصوات الكتل الكبيرة في الانتخابات فضلا عن حصولهم على أصوات تؤهلهم للوصول الى مجلس النواب ومنها: –

  • التيار الصدري (سائرون).
  • تيار الحكمة
  • تيار الإصلاح
  • حركة الجيل الجديد
  • اغلب القوى السنية وخصوصا اتحاد القوى بقيادة الحلبوسي.

 

 

  • الاستنـــــــــــتاج :-

الاحتجاجات التي انطلقت في الشهر العاشر من 2019 والتي سميت باحتجاجات أكتوبر، كانت بنسبة كبيرة منها موجه من الامريكان بقيادة ما يسمى السفير الأمريكي وقنصله في البصرة ومموله من دول الخليج وتحديدا الامارات لتحقيق عدة سيناريوهات: –

الأول / الضغط على أحزاب السلطة الشيعية تحديدا وتشويه سمعتها واقالة حكومة عبد المهدي.

الثاني / تشكيل حكومة تكون بوصلتها المصالح الامريكية وطرح مشروع قانون للانتخابات لا تستطيع الكتل الشيعية رفضه يكون مبني على أساس رؤية تهدف الى تشتيت أصوات الناخبين في محافظات الوسط والجنوب.

الثالث / وضع حجر زاوية لهذا القانون يكون بداية تقسيم وزيادة عدد الأحزاب التي تحمل اللون الشيعي مختلفة الولاءات وبالتالي صعوبة تشكيل كتلة أكبر من الفائزين او المتحالفين الشيعة، وحجر الزاوية هذا هو المادة (15) من قانون الانتخابات وملحقات التعديل وتحديدا المقترح السادس.

الرابع / الهدف الرئيسي للمظاهرات وتشكيل حكومة بصبغة أمريكية وتشريع قانون انتخابات يحقق ما تريده أمريكا وهو:-

  • ابعاد الشيعة عن رئاسة الحكومة كهدف اولي.
  • ان يكون رئيس الوزراء الشيعي مولاي لأمريكا كشرط لوصوله للمنصب.
  • ان يكون ضعيف نتيجة طبيعة التحالفات التي نتجت من قانون الانتخابات، وبالتالي يسهل السيطرة عليه.

شبكة الهدف للتحليل السياسي والاعلامي

 

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا