احداث كربلاء .. ما وراء افتعال الاحتجاجات بطابع التظاهرة الدينية

547

‏كاظم الحاج

لم تكن الاحتجاجات التي حدثت في كربلاء بالشيء الجديد ولن تكون الأخيرة، حدثت سابقا في بغداد والناصرية والبصرة والديوانية ولم يكن هناك ردود فعل من قبل: –
1- المرجعيات الدينية والسياسية
2- الحكومة من خلال الأجهزة الأمنية
3- أبناء تلك المحافظات
لجأ المحتجون بمختلف مرجعياتهم لاسيما الامريكية منها لهذا النوع من الاحتجاجات وذلك لتحقيق عدة اهداف منها: –
على المستوى المحلي
1- خلق رأي عام مضاد لايران والأحزاب الإسلامية العراقية يزداد تأثيره ومساحته الجغرافية كلما تكررت هذه الاحتجاجات.
2- إيجاد واستغلال العقل الجمعي للمتواجدين وإعطاء صورة بان هذا هو رأي جميع العراقيين وخصوصا فئة الشباب منهم.
3- محاولة تحيد الأحزاب والكتل العراقية التي لها ارتباط سياسي بإيران وتحديد ردود الفعل على أي تحرك لاحق بعد هذه الاحتجاجات، كالاعتداء على الأجهزة الأمنية او المقار الحزبية او التأثير السلبي على الانتخابات.
4- رسم صورة ذهنية للمشاهد (محليا وخارجيا) بان إيران هي السبب الرئيس لما آلت اليه الأمور في العراق.
5- محاولة ترسيخ ان الانتصارات التي تحققت في العراق خلال السنوات الماضية هي عراقية أمريكية فقط وابعاد التأثير الايراني الكبير في اختزال الزمن وقلة التضحيات لتحقيق ذلك الانتصار.

6- ربما تكون ورقة لجس نبض لعدة اتجاهات دينية وسياسية وشعبية.

7- استغلال الزيارة الاربعينية لمثل هذا الحدث هو ابعاد للصفات التي تطلق على هؤلاء الاحتجاجيين مثل الجوكرية، المثليين، المنحرفين عقائديا، فضلا عن وصفهم بشاربي الخمور…

على المستوى الخارجي

1- إيجاد انطباع بان ما تقوله أمريكا تجاه مسؤولية إيران لما يحدث داخل العراق امر حقيقي ومصداقه هذه الاحتجاجات.
2- إعطاء رسائل ضمنية لنجاح مشاريع الاستخبارات الإسرائيلية والخليجية بعزل الشيعي عن عمقه الاستراتيجي المتمثل بالجمهورية الإسلامية في إيران.
3- زيادة الضغط الخارجي من خلال الداخل على الزعامات والكتل السياسية ذات الطابع الإسلامي فضلا عن اتهامها بالتبعية (ذيل) لإيران.
4- استخدام المؤسسات والمنظمات الدولية مثل هذه الاحتجاجات وعرضها على الأمم المتحدة ومجلس الامن وبالتالي زيادة الضغط على العراق.
ان استخدام كربلاء لمثل هذه الممارسات في مناسبة دينية في ضل حكومة داعمة ووضع تميل فيه نسبة الاوزان الى العجز الاقتصادي المفتعل، يشكل أبشع أنواع الاستغلال والابتزاز على عدة مستويات وخصوصا وجود زوار رافضين للحكومة ومؤيدين للأحزاب الإسلامية فضلا عن إيران بكل ما يحدث في العراق.

المخاطر والتحديات

أولا / استمرار مثل هذه الاحتجاجات حتما سيكون له بعد سلبي على الكتل السياسية (الشيعية)، إذا استمر السكوت عليها، وخصوصا بالتأثير على قناعات القاعدة الجماهرية المستهدفة لتلك الكتل.
ثانيا / المرجعيات بمختلف أنواعها لهذه الاحتجاجات ستكون دائما عامل عدم استقرار للمشهد الأمني والسياسي والاقتصادي والمجتمعي خصوصا إذا كانت هناك حكومة تتقاطع مع تلك المرجعيات في التوجه الوطني.
ثالثا / التعامل العلني مع هذه الجماعات يعطي ذريعة لتدخل الأمم المتحدة ومن خلالها أمريكا والاتحاد الأوربي في الشأن العراقي بحجة حقوق الانسان.
رابعا / ستستغل سياسيا وانتخابيا من البعض بالاتجاهين الإيجابي والسلبي ولابد هنا من بيان موقف وقطع الطريق على هؤلاء.
استنتاجات

أولا / ينبغي اظهار هذه الاحتجاجات بصورتها الحقيقية التخريبية من خلال ربطها بأحداث الاعتداء على الأجهزة الأمنية وتخريب واحراق مؤسسات الدولة والمقار الحزبية.
ثانيا / اثارة علامات الاستفهام والتعجب على عدم تعامل الحكومة معهم بالشكل الذي يؤدي الى ضبط الامن خصوصا في مناسبة مثل زيارة الأربعين .
ثالثا / لابد من احتواء هذه الاحتجاجات وتفكيك خيوطها من ناحية النوع والكم والتحكم ولو بنسب معينة بمخرجاتها فضلا عن معرفة مرجعياتها بصور أقرب وأدق، حتى وان احتاج الامر الى زمن طويل نسبيا.
رابعا / ستتكرر هذه الاحتجاجات لذلك لابد من وضع سيناريوهات للتعامل معها (امنيا، إعلاميا، جغرافيا شعبيا).
خامسا / العامل الأقوى المؤثر على افراد هذه الاحتجاجات هو الرابط العشائري من خلال العائلة وليس الفرد وبالتالي لابد ان يكون هناك تحرك بهذا الاتجاه بما يضمن عدم اطمئنان هؤلاء.
خامسا / التحرك بالضد نوعيا مع أي تحرك تقوم به مرجعيات هذه المجاميع حتى وان كانت على مستوى رئاسة الحكومة.

ملاحظة: – بيان طوارئ كربلاء قال ان شعارات وهتافات المحتجين كانت استفزازية؛ مع العلم ان الشعارات نفسها أطلقت في باقي محافظات العراق الوسطى والجنوبية، فلماذا لم تتعامل معهم الأجهزة الأمنية بنفس الطريقة؟

شبكة الهدف للتحليل السياسي والاعلامي

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا