نتنياهو يلوّح.. لماذا يحرّض تحالف الحرب على إشعال المنطقة؟

480

هي منطقة حوّلت بخياراتها أنظار العالم المعجب بها الى أطماع. لنفطها وغازها ومياهها وموقعها بين الشرق والغرب باتت منطقتنا بفعل التدخلات الخارجية والاحتلالات غير مستقرة، تنتهك الحروب والأزمات سلامها وأمنها.

يتواصل السعي الإسرائيلي لضرب إيران، هو اعتمد إنشاء تحالف حرب إحدى أدواته هي التحريض على ضرورة مهاجمة محور المقاومة في إطار التهويل والتصعيد وتلفيق أخبار كاذبة، ليس فقط عبر المنابر الإعلامية ولكن من على منابر سياسية وفي أعلى المستويات.

أغرت القدرة العسكرية والتسلّط أميركا و”إسرائيل” ودولاً خليجية ضمن تحالف الحرب على التهديد والوعيد  والأهداف هذه المرة تبدو سياسية انتخابية وتحويل الأنظار عن أزمات داخلية.

يمارس تحالف الحرب التحريض، ويستثمر الأزمات، ويفتعل المشاكل لإشعال النار من إيران إلى العراق إلى لبنان ولا ننسى فلسطين واليمن، فمتى أصبحت دولنا أوراق مساومة لانتخابات رئاسية أو نيابية؟

باحثاً عن فتنة يبغاها، سار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على نهج الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في التحريض ضد إيران وحلفائها.

قبل شهر على الانتخابات الرئاسية الأميركية، تبدو جعبة الرئيس دونالد ترامب شبه خاوية، كمن دخل جنته فوجدها خاوية على عروشها يبحث عن مبررات لقلب الطاولة العالمية في ظل حظوظه الانتخابية المتهاوية.

في المقابل، يبدو محور المقاومة كالقابض على الجمر وهو الذي تمرّس في القبض على الزناد، يحاول سحب الذرائع من يد خصومه، فهل ينجح ؟

المقاومة في المنطقة والجاهزة دائماً لأي مواجهة، تبتعد ما قدرت عن الاستفزاز وتتصرف بمسؤولية عالية، لإبعاد نار الحرب عن المنطقة بكل حكمة ونضج.

يدرك محور المقاومة مكر خصومه  فيسعى لضبط النفس،  يواجه المكر الحرب بحنكة الواثق المتزن ينزع فتيل التصعيد ويتجنب جرّه إلى حرب في توقيت يريده أعداؤه.

ردّت طهران على الخطاب التحريضي للرياض، واكتفت بتحذيرها من الرهان على من لا عهد ولا ميثاق في إشارة الى واشنطن. وبمسؤولية عالية تمتّعت فصائل المقاومة العراقية، تجنّبت وضعها في مواجهة الدولة، فأكدت على مكانة الدولة وسيادتها، ورفضت استهداف السفارة الأميركية حالياً، لترد مكر البيت الأبيض لصاحبه.

لبنانياً، حافظ حزب الله على معادلة توازن القوى مع “إسرائيل” تركها متخبطة على الحدود الجنوبية، تترقب رده على مقتل أحد عناصره في غارة إسرائيلية، لكن الحزب لم يغفل تعرية تحريض نتنياهو ضده ليتركه يحترق في زيف ادعاءاته.

عجز الإسرائيلي عن كسر معادلة توازن القوى مع حزب الله يتزامن مع غضب سعودي من فشل عدوانها على اليمن، حالتان تؤكدان إدراك الباحثين عن الحرب لقوة المحور المقابل لهم.

ومن منطق الواثق  يتحدث محور المقاومة عن صبر ساعة، فينفي قائد حرس الثورة الإيرانية احتمال الحرب، ومعها يحرق أحلام ترامب السياسية في المنطقة، ليحرمه من ورقة جديدة يسعى ليضيفها إلى سلته الانتخابية.

رئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، عصام مخول، يقول إن “نتنياهو بالتحريض يجر المنطقة إلى حافة الحرب”.

وفي حديث مع الميادين، يضيف مخول أنه في “إسرائيل” لا يأخذون نتنياهو على محمل الجد، مؤكداً أن “الثقة دائماً هي لكلام السيد نصرالله وليس لكلام نتنياهو”.

واستبعد أن يكون هناك إمكانية لأي حرب أميركية ضد إيران، منوهاً إلى أن “واشنطن تحاول خلط الأوراق من جديد في العراق”.

وقال مخول إن “إسرائيل” وأميركا تعملان على “تفكيك الشعب اللبناني على أسس طائفية”، مشدداً على أنه “من عوامل القوة أن لا تنجر للمخطط الذي يحضره لك العدو”.

بدوره، يقول الخبير السياسي وفيق ابراهيم، للميادين إن “قواعد الاشتباك بين القوى في المنطقة لا تسمح بحرب كبرى”، مشدداً على أن الذي يوقف “إسرائيل” هو القوة المضادة وحزب الله بات قوة إقليمية.

وأوضح أن “لا أحد في العراق يريد مهاجمة السفارة الأميركية لكن هذه اللعبة أدت غرضها”، مشيراً إلى أن “أميركا مضطرة لإثارة مواضيع طائفية وعنصرية في العراق لمواصلة الامساك به”.

مدير معهد السياسات الدولية في واشنطن، باولو فان شيراك، اعتبر من جهته أن “تحويل الأنظار عن مشاكل الداخل يغري ترامب”.

وقال للميادين “لا أعتقد أنها فرصة سانحة لواشنطن لدعم أي عدوان واسع على إيران”، وأضاف “لا أعتقد أنه تم اتخاذ أي قرار لاغلاق السفارة الاميركية في بغداد”.

وأشار فان شيراك إلى أنه “إذا سحبت واشنطن المدنيين من السفارة في بغداد قد يعتبر العراقيون ذلك شحذاً للسكاكين”، موضحاً أنه “لا دلالة واضحة تظهر أن أميركا تعد العدة لتصعيد جديد في المنطقة”.

الميادين

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا