صلاح العمشاني
حدث انفجار بيروت في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة متفاقمة، بسبب الديون المتراكمة، وانهيار العملة، وإفلاس البنوك، ليأتي الانفجار الهائل ويضع البلاد أمام عبء جديد، ويطرح تساؤلات حول مستقبل البلاد ويقدم صورة متشائمة للوضع اللبناني ويحذر من أن البلاد ستتجه نحو مستقبل “مدمر” .
وازداد الوضع الاقتصادي سوءا، نتيجة انهيار العملة، وارتفاع معدل البطالة، إلى نحو 25 في المائة.
ودفع نقص الأموال ملايين اللبنانيين إلى براثن الفقر، وقد ازداد الأمر سوءا مع انهيار الليرة، مما رفع أسعار المواد الضرورية كالغذاء مثلا .
ومن المحتمل أيضا ألا يقدم المجتمع الدولي أي مساعدة للحكومة بسب سوء إدارة الحكومة لاقتصاد البلاد، بحسب التقرير، الذي أشار إلى اختفاء نحو 49 مليار دولار من خزينة البنك المركزي، في تموز الماضي، وهو ما يعادل حوالي 91 في المئة من الناتج الاقتصادي للبنان لعام 2019
إن “الوضع مريع في لبنان : أزمة سياسية، أزمة اقتصادية، نقص الموارد، وباء كوفيد-19، والآن الانفجار”، وأن لبنان “يمكن أن يصبح بسهولة دولة فاشلة إذا لم تكن المساعدة الدولية كافية.
إن السؤال الذي يطرحه الكثيرون الآن هو ما إذا كانت الأزمة الاقتصادية، ممزوجة بالانفجار، وتفشي الفيروس، ستؤدي إلى فوضى في الشارع اللبناني فإن ذلك يعني أن “الأزمة السياسية المتفاقمة تزداد سوءا.
وهنا نتطرق لاهم الأسباب التي دفعت بتفاقم الازمة اللبنانية :
1- نظام الحكم والطريقة التي تدار بها الحكومة ، فتوزيع المواقع السياسية على أساس الطائفة والمكون وتعدد الأحزاب والتوجهات أدى الى الفساد المستشري في البلاد .
2- اللعبة الجيوسياسية الكبيرة حول لبنان .
3- ترى أنقرة أن لبنان فرصة لإعادة بناء الإمبراطورية العثمانية .
4- باريس التي لا تستطيع التخلي عن حنينها إلى العظمة الاستعمارية لفرنسا ، التي ورثها لبنان عن الحرب العالمية الأولى .
5- العلاقة الثابتة بين إسرائيل والولايات المتحدة ، والتي تكرر كل يوم تقريبًا شعار ” وجود إيراني غير مقبول على الأراضي اللبنانية ” .
إن تفاقم التناقضات بين كل هؤلاء اللاعبين لا يبشر بالخير لبيروت ، لأنها كانت قادرة على التعامل مع التناقضات الداخلية ، لكنها ليست مهمة تافهة على السياسيين اللبنانيين للخروج من البحر العاصف لمؤامرات الشرق الأوسط سالمين منها واستبعاد فكرة الحرب الاهلية بعد التجربة المريرة التي حصلت في البلاد اذا تم ذلك وفق ما يلي :
1-عدم السماح للتدخلات الأجنبية وخاصة التركية منها والفرنسية بالشؤون الداخلية للبلاد .
2- عدم الوثوق بامريكا ووعودها الزائفة .
3- توحيد الصف الوطني وتحسين الاقتصاد بالاعتماد على الدول الصديقة .
4- اتخاذ حزب الله مصدر قوة ونموذجا وطنيا للوقوف بوجه إسرائيل ومخططاتها المستمرة .
5- تحريك عجلة الاعمار لاعادة اعمار المرفا وتوفير فرص عمل عديدة .
6- الاعتبار بالماضي القريب وما خلفته الحرب الاهلية من نتائج كارثية .
وفي الختام اعتقد بان التجارب الكثيرة والحكومات المتعاقبة والتي لم تجد حلا لهذه الازمات فان على رئيس الوزراء ووزارته الجديدة الاعتبار بما مضى لتجنيب البلاد الحرب الاهلية لا سامح الله وان الشعب اللبناني يمتلك من الثقافة والوطنية والوعي ما يمكنه من ابعاد شبح الحرب الاهلية عن البلاد .
شبكة الهدف للتحليل السياسي والأعلامي