أياكم أن تظنوا أن الاميريكيين يبيعون المكدونالد والكوكاكولا فقط .. وأنهم منشغلون بطباعة كراسات حقوق الانسان لتوزيعها على فقراء العالم .. الاميريكيون تحولوا الى جراثيم خطيرة على الحضارات وكما أنهم يعدلون كل منتجات العالم الزراعية والحيوانية ويتلاعبون بالجينات ومواصفات الحياة والانواع .. فانهم الآن يقومون بعملية تعديل أكثر خطورة .. ألا وهي عملية تعديل الثقافات والشعوب والأديان .. فتصبح ثقافات الشعوب لاتشبهها وأديانها لاتشبه أديان أجدادها .. وتتم اعادة تشكيل الشعوب وخفق ثقافاتها كما يخفق البيض لصناعة حلوى امريكية .. ويصبح ماكنا نراه في أفلام الخيال العلمي حقيقة من أن الضحايا يؤخذون الى مراكز تعديل الافكار والسلوك وتوضع خوذات على رؤوسهم ويتعرضون لصعقات الكترونية يتم فيها نقل مخزون الذاكرة من راس الى آخر .. فيصبح الفأر كلبا والقط دجاجة .. أما كيف ذلك فانه عبر مراكز أبحاث ضخمة .. تدرس كل مالدينا في الثقافة من كتب تفسير الاحلام والامثال الشعبية الى أشعار نزار قباني .. ومن حكايا الجدات وقصص عنترة والزير الى أشعار المتنبي ..
كل مانقوله .. وكل مانتعلمه .. وكل ماقرأناه ونقرأه .. وكل مالم نقرأ .. يدخل الى تلك الآلات الجهنمية المسماة مراكز أبحاث لتحليل كل المعلومات والوصول الى الشيفرة التي تربط الشعوب بثقافاتها .. وانجاز عملية فرم للثقافة وطحن لكل مكوناتها ورموزها .. ولايوجد بلد عربي مستثنى.. فهناك من يدرس المجتمع العراقي وهناك من يدرس المجتمع المصري والليبي والخليجي والمغاربي.. لتنتج لنا اليوم شعوبا حائرة هائمة مصابة بالشيزوفرينيا وتسكن اكبر مشفى للشذوذات النفسية في العالم يسمى الوطن العربي .. لالقاء فيروسات بينها تفكك هذه الروابط المتينة التي عمرها آلاف السنين واعادة تشكيل روابط جديدة غير منطقية وثقافات عجيبة مشوهة .. فصارت الشعوب تدافع عن دينها بقتل دينها .. وتبحث عن الحرية بالطائفية .. وتستميت من اجل الديمقراطية بتصنيع العنف والتنظير له .. وتنشر الثقافة والفنون بالبنادق .. فوصلنا الى هذا المنتج الذي سمي الربيع العربي .. والذي أوصلنا الى جمهور بليد أبله مشرد في القارات ومراكب اللجوء .. أو في مشفى الأمراض العقلية المسمى بالخليج العربي الذي يرى التطبيع ولايفهم خطورته .. يرى خرائط الدم العربي توزع في أرجاء العالم ولكنه لايهمه ان كان ذلك هو دمه .. وكأنه يرى لعبة كومبيوتر وليس آلة تقص لحمه وتفرمه أمام عينيه وهو لايحس بالألم ..
ماأريد قوله هو أن على كل واحد فينا أن يتذكر انه لن يكون بأمان طالما ان اسرائيل بجواره .. لأن بقاء هذا الكيان مرتبط بشيء واحد فقط هو زوال العرق العربي ونهاية الشرق كله كطاقة ثقافية وانسانية جبارة مصدرها هو انسان هذا الشرق الذي تتم عملية تفكيكه وتحويله الى خردة انسان .. في مخزن السيد الاوروبي .. والاسرائيلي .. واحيانا الى انسان مريض بلا ذاكرة .. لأن تشوش الذاكرة لايختلف عن فقد الذاكرة .. فكلاهما لايعيش مع الواقع ..
هذه قصاصة صغيرة جدا كتبها هانز خليل مما يتم عمله بهدوء من أجل هذه الغاية .. ومانعلمه من تفاصيل لاشك أنه أخطر بكثير .. ولكن مانعرفه هو أن كل هذا المشروع لامعنى له اذا سقطت اسرائيل في الشرق .. وعندها لافائدة من كل هذه الابحاث والمراكز فكل معايير نجاحها هو بقاء اسرائيل .. ولهذا السبب الغرب مصاب بالهستيريا والجنون من ان حزب الله وسورية وايران ومحور المقاومة قد يسقطون هذا المشروع اذا لم تترك اسرائيل في حالها وظل هذا المحور يعمل على كنسها من الشرق .. وصارت هناك معادلة واحدة وهي ان بقاء انسان هذا الشرق على طبيعته بكل طاقته الخلاقة والجبارة هي نبوءة بفناء اسرائيل وخرابها .. وأن خراب انسان هذا الشرق هو الذي سيبقي اسرائيل ..
اما نحن واما اسرائيل .. ولك أيها المشرقي الخيار .. الحصار والدولار وزعماء الطوائف هم أدوات هذا المشروع الجهنمي.
دراسات شيطانيه – بقلم: هانز خليل
عندنا وحده من اقاربنا هاجرت لأميركا مع عائلتها وكانت وقتها بعمر العشر سنوات تقريبا، بقيت كل سنه تجي لحلب زياره مع أهلها واستمرت على هالزياره حتى بعد وفاة الوالدين، بأواخر التسعينيات كانت بزياره والتقيت فيها عند أحد اقربائنا ولما سمعت انها بتشتغل بمركز دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصريت تقبل عزيمتي لأفهم منها اكتر وخصوصا لما حييتها على محافظتها على لغتها العربيه ولهجتها الحلبيه طوال هالسنين وقالت وقتها انو شغلها بأميركا كله بالعربي!!.بعد الغدا عندي بالبيت سألتها عن شغلها بأميركا شلون يعني بالعربي؟. قالت انو بتشتغل في مركز للدراسات عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انا افتكرت انو مركز يعني طابق وعشره او عشرين غرفه مثلاً!!. طلع المركز مبنى ضخم جداً من 30 طابق وآلاف الغرف ومن عدة مداخل وعشرات المصاعد وكل واحد بيودي لمحل بحيث الموظفين مايحتكو مع بعضهم وفرجتني بعض الصور عنه!!.
هون انا صفٌرت صفره طويله انو ليش كل هاد؟. قالت شغلنا معقد وكمٌ المعلومات هائل والعنصر البشري هو الأساس فيه!!. طيب شو بتدرسو فيه مثلاً؟!.قالت راح اشرحلك كل شي لكن خليه بيناتنا على الأقل لحتى اتقاعد وضحكت(على فكره تقاعدت من عدة سنوات) قالت انو مو هاد المركز الوحيد وانما في مركز اضخم لآسيا والصين والهند وأفريقيا واوروبا وروسيا، هالمراكز بتدرس كل شي عن الشعوب لايمكن يخطر على بالك مدى كلمة كل شي؟. لدرجة ايام بيخطرلي انو شو راح يستفادو من هيك معلومه تافهه بالنسبه الي!!.معلومات متل شو مثلاً؟. قالت كل شي ممكن يخطر على بالك مثلاً انا بشتغل بمكتب خاص عن حلب وشمالها بتجيني أسئله عن عادات وتقاليد اهل حلب أمثالهم الشعبيه اعيادهم شلون بيحتفلو فيها لهجاتهم أخلاقهم كل شي يعني تخيل من سنوات سألوني عن أحياء حلب وأسماء العوائل العريقه والقديمه فيها وبعد فتره سألوني اذا أهل فلان حاره لازالو فيها ولوين انتقلو بتتصور لهالدرجه؟. طيب وانتي منين بدك تعرفي كل هالحكي؟. انا ابن حلب مابعرفو!!. قالت بس اذا بدك بتعرف؟.عندنا شو بيخطرلك من وسائل الإتصال موجود بإمكاني احكي مع اقربائي بسوريا بالساعات مافي مشكله او مع معارفنا بأميركا او أي بلد بالعالم وتحت ايدنا مكتبه فيها كل كتاب انكتب عن حلب من موسوعة خير الدين الأسدي وانت رايح!!.طيب شو راح يستفادو من هيك معلومات؟.
انو معقول عم يصرفو ملايين مشانها؟.قالت ببداية عملي قالو انو هي معلومات تفيد الجامعات والأكاديميين في حال بدهم يعملو دراسات عن أي منطقه وهيك شي لكن من حوالي تلات سنين فهمت انو هالمعلومات بتصب كلها في ال CIA بلا جامعات بلا بطيخ شوف يا ابن خالتي، لما بدهم يخربو او يبتزو بلد ما لازم يعرفو منين يفوتو عليه وشو هي نقاط ضعف اهلها ونقاط قوتهم وشلون يعملو فتنه ويفرقوهم ومين ممكن يستميلو لصالحهم تخيل عندي زميل بالمكتب يلي جنبي من دير الزور، مره سألوه مين من العشاير العربيه بالدير كان متعاون مع الفرنسيين ايام الاحتلال الفرنسي لسوريا وليش؟. اجا عم يشكيلي انو منين بدو يعرف هالحكي مع انو عندنا دراسات كتيره لمستشرقين بتحكي بهيك مواضيع لكن دائماً بيطلبو معلومات على الأرض يمكن ليعملو تقاطع معلومات لأنو وحسب خبرتي الطويله مو دائماً دراسات المستشرقين صحيحه ممكن تستند اليها كمرجع!.سألت وبكتير تحفظ: شغلك مابتحسي انو في ضرر لبلدك بطريقة ما؟. قالت انو متوقعه مني هالسؤال لكن انا ماعم قدم معلومات عسكريه او امنيه واصلاً هيك معلومات مابيطلبوها لأنو حتماً عندهم مصادر تانيه، هي معلومات اي رجل شارع بيعرفها ولعلمك كتير من اجاباتي كانت من موسوعة حلب للأسدي ومن كتب تانيه، لكن في شغله مهمه لازم تعرفا، المعلومات بحد ذاتها مو المشكله التصنيف والفرز وسرعة الوصول للمعلومه هو المشكله يعني مثلاً في بداية عملي بأول التمانينات كان الكومبيوتر بدائي والبرامج قليله وسعات التخزين قليله لذلك كان معظم عملنا ورقي وغرف الأرشيف كانت ضخمه بينما اليوم حدثو كل الكومبيوترات ونزلو برامج بتصنيفات رهيبه بكبسة زر بتوصل بسهوله لأي معلومه!!.
انا وعم اكتب هالنص عم تتداعى لذاكرتي كتير امور حكتلي عنها لكن حرصاً على عدم الاطاله ماراح فوت فيها لكن المهم انو توصل الفكره وتعرفو انو حتى لافتات “كفر نبل” الشهيره مكتوبه بايدهم وحتى شعارات ورموز الكتائب الارهابيه بسوريا شغلهم، لاحظو انو في بداية المؤامره على سوريا كانت الشعارات عن الديمقراطية والحريه وبعدين تحولت لشعارات دينيه بأوامر اميركيه وعندكم في الصوره نسخه عن شعارات بعض الكتائب قبل وبعد!صدق من سمى اميركا بالشيطان الأكبر..
الواقع السعودي