العراق يحرق نحو 300 ألف دولار في الساعة.. تقرير شامل عن ملف الغاز بأرقام “صادمة”

815

كشف تقرير صحفي، كمية مايحرقه العراق من الغاز وبخسائر تصل إلى 4.5 مليار دولار سنويًا، فيما يقدر مايحرقه العراق 10 اضعاف مايستورده من إيران.

وبحسب تقرير نشرته الجزيرة نت وتابعته “شبكة الهدف” فإن “جاء العراق ثانيا بعد روسيا وتبعته الولايات المتحدة ثم إيران، حيث تشير بيانات البنك الدولي إلى أن العراق أحرق عام 2016 ما مجموعه 17.73 مليار متر مكعب من الغاز، ثم ارتفع ذلك عام 2019 ليصل إلى 17.91 مليار متر مكعب يحرق في الأجواء.

 

هذه اسباب الحرق.. وبدأنا استثمار وانتاج مليار قدم يوميًا

المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد لفت إلى أن العراق خسر منشآت استغلال الغاز المصاحب خلال الحروب التي شهدها في العقود الأخيرة.

 

وتتعدد الأسباب التي تدفع العراق لإحراق الغاز الطبيعي، وبحسب المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد، فإن قطاع الغاز يعد معقدا جدا ويحتاج إلى تكنولوجيا حديثة ذات كلفة مرتفعة جدا.

 

وأشار جهاد إلى أن الغاز الطبيعي في العراق يقسم إلى نوعين: أولهما الغاز المصاحب للنفط، وهو ما يشكل الجزء الأكبر من الثروة الغازية في البلاد، والثاني الغاز الطبيعي الحر، ويتمثل في حقل عكاز بمحافظة الأنبار (غرب) وحقل سيبة في البصرة (جنوب) والمنصورية في ديالى (شرق).

 

وعزا جهاد ارتفاع نسبة إحراق الغاز في العراق إلى أن زيادة إنتاج النفط تتناسب طرديا مع ارتفاع إحراق الغاز المصاحب، أما السبب الآخر فيعود إلى أن الحروب التي شهدتها البلاد خلال العقود الأربعة الماضية أدت إلى تدمير منشآت استثمار الغاز المصاحب التي كانت قد بدأت في تشييدها في سبعينيات القرن الماضي.

 

وعن استثمار هذا الغاز المحترق، يؤكد جهاد للجزيرة نت أن العراق بدأ منذ فترة باستثمار الغاز المصاحب من خلال شركة شيل الهولندية التي تستخرج النفط في 4 حقول في البصرة، وبمعدل إنتاج يتراوح بين 900 مليون إلى مليار قدم مكعب قياسي في اليوم، وبخطة استثمارية ستصل عند اكتمال المشاريع إلى ألفي مليون متر مكعب قياسي يوميا.

 

كما يؤكد جهاد أن العراق -من خلال تعاقداته مع الشركات الأميركية والصينية وشركات أخرى- يطمح إلى استثمار جميع الغاز المصاحب بحلول عام 2025.

 

العراق يحرق 10 اضعاف مايستورده

 

وبينما يدفع العراق مبالغ كبيرة في استيراد الغاز الطبيعي من إيران، فإنه يحرق 10 أضعاف الكميات التي يستوردها منها، وذلك بحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وبهدر يصل إلى 2.5 مليار دولار سنويا.

ليس هذا فحسب، بل إن كمية الغاز التي يحرقها العراق يوميا -وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية- تكفي لإمداد ما لا يقل عن 3 ملايين منزل بالطاقة الكهربائية التي يعاني العراقيون من شحها منذ سنوات.

 

قيمة مايحرقه العراق

وأكد أستاذ الاقتصاد في الجامعة العراقية عبد الرحمن المشهداني على أن العراق يحرق غازا طبيعيا تقدر قيمته بـ18 مليون دولار يوميا، ولفت إلى أن احتياطات العراق من الغاز تؤهله لأن يكون الرابع على مستوى العالم.

 

أشار المشهداني إلى أن العراق يستورد من إيران ما يقدر بأكثر من 850 ألف متر مكعب يوميا، في الوقت الذي يحرق فيه أكثر من 30 مليون متر مكعب يوميا، دون احتساب إحراق الغاز الحر.

العراق يحرق 50%

من جانبه، عزا الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان إحراق الغاز الطبيعي المصاحب إلى التقاعس والإهمال والفساد، وأكد أن العراق يحرق 50% من الغاز المصاحب دون أي استفادة منه.

ويشير أنطوان إلى أن العراق يستورد غازا إيرانيا لتوليد 3500 ميغاواط، وبمبالغ باهظة جدا تصل إلى 4.5 مليارات دولار سنويا، إذا ما احتسبت تكلفة الصادرات الإيرانية المباشرة من الكهرباء، وأن هذا المبلغ الكبير كان يمكن استثماره في بناء صناعة غازية متقدمة تكفي حاجة البلاد دون الاعتماد على الاستيراد.

 

النائب عن لجنة النفط والطاقة النيابية صادق السليطي، أكد أن العراق يخسر من خلال إحراق الغاز مبالغ أكبر من التي قدّرها معهد واشنطن، مشيرا إلى أن خسائره تصل إلى 5 مليارات دولار سنويا، فضلا عن تبذير ما يقرب من ملياري دولار في شراء الوقود السائل المشغل لمحطات توليد الكهرباء وذلك بسبب شح الغاز في البلاد.

 

الغاز والكهرباء

وتتراوح كمية الإنتاج الكهربائي في العراق بين 18.5 و19 ألف ميغاواط، بحسب المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد العبادي، في حين تصل الحاجة الفعلية إلى 28 ألف ميغاواط.

 

وأشار العبادي إلى أن 85% من محطات توليد الكهرباء في البلاد تعتمد على الغاز والمشتقات المصاحبة، وأن العراق يستورد من إيران لتشغيل بعض محطاته ما يقدر بـ40 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا و1200 ميغاواط ككهرباء مباشرة، عبر شبكات الطاقة بين البلدين، وتبلغ الخسائر المالية التي يتكبدها العراق جراء إحراق الغاز نحو 290 ألف دولار (في الحد الأدنى) لكل ساعة.

الجزيرة نت

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا