والسعوديّة لعبّاس: التمسّك بمُبادرة السلام العربيّة مُقابِل وقف التحريض على الإمارات……
كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ زار الإمارات العربيّة المُتحدّة سرًا في العام 2018 واجتمع هناك إلى الحكم الفعليّ للدولة الخليجيّة، محمد بن زايد، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ رئيس الموساد الإسرائيليّ، يوسي كوهين، شارك في الجلسة بين نتنياهو وبن زايد، والتي قام بتحضيرها، أيْ كوهين، على مدار فترةٍ طويلةٍ، على حدّ تعبير المصادر التي اعتمدت عليها الصحيفة، والتي وصفت لقاء نتنياهو مع ابن زايد بالقمّة التاريخيّة.
ونقلت مُرسِل الصحيفة للشؤون العسكريّة عن مصادر دبلوماسيّةٍ إسرائيليّةٍ رسميّةٍ، على الأغلب أمنيةً، قولها إنّ الاجتماع بين ابن زايد ونتنياهو اتسّم بالحميميّة وبأجواءٍ إيجابيّةٍ، واستمرّت الاتصالات بين بينهما، بالإضافة إلى الاتصالات بين الإسرائيليين والإماراتيين، حيثُ اجتمع في واشنطن قبل حوالي السنة مستشار الأمن القوميّ، مائير بن شابات، مع مندوبين رسميين عن الدولة الخليجيّة المذكورة، مُضيفةً أنّ سفير تل أبيب في واشنطن، رون ديرمر كان على علمٍ واطلاعٍ بالاتصالات التي أفضت إلى إعلان الاتفاق التاريخيّ يوم الـ13 من شهر آب (أغسطس) الماضي.
إلى ذلك، وعلى الرغم من أنّ قنوات التلفزة الإسرائيليّة قطعت أمس الاثنين بثها المُعتاد وانتقلت إلى تغطيةٍ مُباشرةٍ لهبوط الطائرة الإسرائيليّة مع الوفد الأمريكيّ-الإسرائيليّ في مطار أبو ظبي، في أوّل رحلةٍ تجاريّةٍ علنيّةٍ من تل أبيب إلى الدولة الخليجيّة، وعلى الرغم من أنّ مندوبي وسائل الإعلام المُختلِفة حاولوا تسويق الحدث الـ”تاريخيّ”، إلّا أنّ الإسرائيليين، كما قال اليوم الثلاثاء، المُحلل روغل ألبير، في صحيفة (هآرتس) العبريّة ما زالوا مُنشغلين بافتتاح السنة الدراسيّة اليوم الثلاثاء، وبانتشار وباء الكورونا في الدولة العبريّة، فيما أكّدت مندوبة الصحيفة إلى الإمارات في الصحيفة عينها، نوعا لانداو، أنّ اللا مبالاة من قبل الإسرائيليين بقضية التطبيع مع الإمارات بارزة جدًا.
وأضافت المُحلِّلة في تقريرٍ لها من دبيّ أنّ الطائرة التي انطلقت من تل أبيب إلى دبيّ، حملت الأعلام، الصحافيين، والمسؤولين، ولكن يبدو أنّ أحدًا لم يشعر بالبهجة والسرور، بالإضافة إلى أنّ الجميع الذين كانوا عغلى متن الطائرة لم يبدوا أيّ اهتمامٍ بالـ”رحلة التاريخيّة”، لافِتةً في الوقت عينه إلى أنّ افتتاح السنة الدراسيّة في إسرائيل يُثر عاصفة لدى الإسرائيليين، أكثر بكثير من تصريحات مستشار الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنير، الذي يُحاوِل أنْ يكون إشبين الاتفاق ووصيفة الشرف، على حدّ وصفها.
وشدّدّت المُحلّلة على أنّ اللا مبالاة الإسرائيليّة لا تقتصِر على مَنْ أسمتهم باليساريين في الكيان، بل أكّدت أنّ عدم الاكتراث الإسرائيليّ بالاتفاق مع الإمارات نابعٌ فيما هو نابعٌ من أنّ الاتفاق، خلافًا للاتفاقيْن مع مصر والأردن، لا يُنهي حالة الحرب، بل أنّ الحديث يدور عن دولةٍ خليجيّةٍ، لم تكُن يومًا ما في صراعٍ مسلحٍ أوْ آخر مع الدولة العبريّة، مُضيفةً أنّ الادعاء الإسرائيليّ الرسميّ بأنّ اتفاق السلام مع الإمارات جاء بعد 25 عامًا من الاتفاقيّة الأخيرة مع دولةٍ عربيّةٍ، أيْ الأردن، لم يلقَ آذانًا صاغيةً لدى الإسرائيليين، ولم يدفعهم إلى الاهتمام بهذا الحدث لأنّه بالنسبة لهم القضايا الداخليّة العالِقة في تل أبيب أهّم بكثيرٍ من توقيع اتفاقٍ مع دولةٍ عربيّةٍ مُسالمةٍ، على حدّ قولها.
في السياق عينه، كشف المُستشرِق الإسرائيليّ، إيهود يعاري، الذي يعمل مُحللاً لشؤون الشرق الأوسط في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، كشف النقاب نقلاً عن مصادر فلسطينيّةٍ وإسرائيليّةٍ، وصفها بأنّها رفيعة المُستوى وواسعة الاتصال، أنّ حُكّام المملكة العربيّة السعوديّة يقومون بإجراء اتصالاتٍ مُكثّفةٍ مع رئيس السلطة الفلسطينيّة في رام الله المُحتلّة، محمود عبّاس، لإبرام “صفقةٍ” بين الطرفين، أيْ السعوديّ والفلسطينيّ، وبموجب المصادر عينها فإنّ الرياض عرضت على عبّاس أنْ تُواصِل تمسّكها بمُبادرة السلام العربيّة، التي أقرّها مؤتمر القمّة العربيّة في بيروت، آذار (مارس) من العام 2002، وبالمُقابِل تعمل السلطة الفلسطينيّة، ممثلةً بأجهزتها الأمنيّة، على وقف مهاجمة الإمارات العربيّة المُتحدّة وحرق أعلامها في التظاهرات التي تنطلِق في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، كما حدث في الفترة الأخيرة، وبالإضافة إلى ذلك، طالب حُكّام المملكة السعوديّة من عبّاس تخفيض سقف الانتقادات الفلسطينيّة الرسميّة للاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين إسرائيل والإمارات برعايةٍ أمريكيّةٍ، على حدّ قول يعاري، نقلاً عن مصادره الخاصّة، علمًا أنّه معروف بارتباطاته مع المؤسسة الأمنيّة في دولة الاحتلال.
رأي اليوم