كوشنر: بداية تاريخ يتعدى الشرق الأوسط… سنحافظ على تفوق إسرائيل وخيار الضم ما زال مفتوحا

    609

    وسط غضب فلسطيني شديد واتهامات لحكام الإمارات بالسقوط في وحل الذل والخيانة والعمل ضد الأمن القومي، عقب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على هبوط طائرة التطبيع في الإمارات بالقول إنه سيتم استقبال الوفد الإماراتي في تل أبيب على سجاد أحمر. واعتبر نتنياهو في مؤتمر صحافي مساء أمس، أن الحديث يدور عن يوم تاريخي ويوم انتصار فلسفة «سلام مقابل سلام» لافتا إلى تعليماته بضرورة تسريع العمل من أجل توقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات. كما قال إنه دعا رئيس الوفد الإسرائيلي للإمارات لتوجيه دعوة للجانب الإماراتي لردّ الزيارة.

    وتابع «سنستقبلهم على سجاد أحمر كما استقبلونا وقد شعرت بفخر كبير وأنا أشاهد الطائرة الإسرائيلية تحلق في سماء السعودية خلال النهار ثم تهبط في مطار أبو ظبي. وبالذات لأن الدولة اليهودية تزداد قوة فإن معظم الدول العربية ستقيم سلاما حقيقيا معها، وهذا مفهوم معاكس للمفهوم السائد في إسرائيل القائم على فكرة منح تنازلات وانسحابات من الأرض للفلسطينيين ومراضاتهم مقابل السلام».

    غضب فلسطيني شديد من مشهد هبوط طائرة إلعال في مطار أبو ظبي… واجتماع لأمناء الفصائل برئاسة عباس الخميس

    وللمرة الأولى أقلعت بشكل علني طائرة التطبيع الإسرائيلية من مطار بين غوريون متوجهة إلى الإمارات عبر المجال الجوي السعودي، في رحلة مباشرة رسمية أقلت على متنها وفدين إسرائيلي وأمريكي، وذلك تمهيدا لتوقيع اتفاق سلام مع دولة الاحتلال.
    هذه الرحلة الجوية ) أل واي971) تمت عبر طائرة من طراز بوينغ 737 حازت إسرائيل على تصريح من السعودية للعبور عبر أجوائها إلى الإمارات. واللافت أن طائرة التطبيع الإسرائيلية مسلحة بمنظومة صواريخ كتب بجانبها « سلام» بالعرب/ية وبالعبرية والإنكليزية، فيما كتب على تذاكر المسافرين على متنها «نصنع التاريخ».
    ويشارك في الوفد التطبيعي صهر ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر الذي قال من على مدرج الطائرة «كلي أمل أن تكون الرحلة بداية مسيرة تاريخية تتعدى الشرق الأوسط».
    وتابع «نصعد في هذه الرحلة التاريخية بين إسرائيل وبين الإمارات ونصلي أن ينظر العرب والمسلمون في العالم لهذه الرحلة ويعترفون بأن كافتنا أبناء الله وينبغي ألا يحدد ماضينا مستقبلنا سلفا». وعن الفلسطينيين ومن على أرض مطار أبو ظبي قال «لا يمكن أن نرغب بالسلام أكثر مما يرغبون هم».
    وأضاف «نحمل اليوم رسالة أمل للفلسطينيين كي يتمكنوا من الحصول على دولة والفرصة متاحة لهم حينما يكونوا مستعدين».
    وقال للصحافيين المرافقين في الطائرة محذرا «خيارات الضم لا تزال مفتوحة… ولن نلاحق الفلسطينيين حتى يعودوا إلى طاولة المفاوضات».
    واكد مجددا «ان الولايات المتحدة يمكنها الحفاظ على تفوق عسكري نوعي لإسرائيل في المنطقة بينما تدعم علاقات واشنطن مع الإمارات».
    ويترأس الوفد الإسرائيلي رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات الذي ألقى كلمة على أرض المطار باللغة العربية قبل أن يعيدها بالعبرية، عبر فيها عن انفعاله بمهمته وقال «هدفنا في هذه الرحلة صياغة خطة عمل مشتركة للتعاون في مجالات كثيرة منها السياحة، والحداثة، والعلوم، والتكنولوجيا، والصحة والاقتصاد وغيرها» .
    وتستمر الزيارة يومين وتشمل لقاءات لتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات مدنية واقتصادية، وسيعقد خلالها اجتماع ثلاثي في أبو ظبي لرؤساء الوفود: بن شبات، وكوشنر ومستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد. وسيعقد بن شبات اجتماعات مع مسؤولين كبار في الإمارات وفق المصادر الإسرائيلية.
    وعند هبوط طائرة الوفد الإسرائيلي في أبو ظبي أقيم حفل استقبال رسمي في المطار بمشاركة الوفود وتم توزيع كمامات واقية على الزائرين تحمل أعلام إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات.
    وفلسطينيا سيعقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل بعد غد الخميس برئاسة الرئيس محمود عباس عبر الفيديو كونفرنس بين رام الله وبيروت وغزة.
    ويقول محمود العالول نائب رئيس حركة فتح إن الغرض من الاجتماع، الذي يأتي بعد غياب استمر سبع سنوات، هو التأكيد على التقاطع بين أطياف ومكونات الشعب الفلسطيني.
    وفي مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية، عبر رئيس الوزراء محمد اشتية على مشهد الطائرة الإسرائيلية في المطار العربي، بالقول «يؤلمنا جدا ونحن نرى اليوم هبوط طائرة إسرائيلية في الإمارات في خرق واضح للموقف العربي المتعلق بالصراع العربي ـ الإسرائيلي». وأضاف «كنا نود أن تحط طائرة إمارتية في القدس وهي محررة، لكننا نعيش في العصر العربي الصعب» .
    من جهته قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم «إن استقبال دولة الإمارات لوفد صهيوني أمريكي لتطبيق اتفاق التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، هو بمثابة عمل ضد الأمن القومي العربي وتعزيز الخلافات في المنطقة». واعتبر الاتفاق «مصلحة صهيونية فقط» .
    وأكد داوود شهاب المتحدث باسم الجهاد الإسلامي، أن استقبال دولة الامارات للوفد الإسرائيلي الأمريكي»يعكس حالة من التردي السياسي والاخلاقي وانتكاسة في تاريخ الامارات». وقال «إن أقل ما يمكن وصف ما يحدث من تنفيذ للاتفاق العار بين الإمارات والعدو، هو أنه يشكل طعنة للشعب الفلسطيني، يا لعار الإمارات التي تستقبل وفدا صهيونيا فيما تحاصر غزة وتهود القدس وتبتلع الضفة».
    وأدانت الجبهة الشعبية إمعان حكّام الإمارات في السير قدماً على طريق «العلاقات الخيانية مع العدو الصهيوني». وان استقبالهم اليوم طائرة «إل عالـ« سقوط في وحل الذل والخيانة,
    وأدانت الشعبية إمعان حكام المملكة العربية السعودية في «توفير البيئة والأرضية لهذه العلاقات الخيانية، وليس آخرها السماح بمرور طائرة «إل عالـ« في أجوائها».
    واستنكرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية تدشين خط طيران مباشر بين إسرائيل والإمارات.
    وقالت القوى في بيان لها إن مشهد هبوط الطائرة الإسرائيلية كان «مظهرًا احتفاليًا يستفز مشاعر الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وكل الأحرار في العالم».
    وحرّم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتأييد من 500 عالم يمثلون مختلف المذاهب ومن عدة دول، التطبيع مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أو عقد اتفاقات معها على حساب حق الفلسطينيين في استعادة أرضهم، أو التنازل عن مكتسبات القضية.
    وأشار الاتحاد ان علماء الأمة من مختلف المذاهب، أصدروا في اجتماع لهم فتوى تحرم الخروج عن إجماع المسلمين، في قضية محورية، والتنازل عن مكتسبات الفلسطينيين.

    القدس العربي

    اترك تعليق

    قم باضافة تعليق
    الرجاء ادخال اسمك هنا