هل خططت خلية مسلحة داعشية لاغتيال نديم الجميل والصاق التهمة بحزب الله؟

548

كانت بلدة كفتون اللبنانية قضاء الكورة مسرحًا لحادثة أودت بحياة ثلاثة شبان من البلدة بعد أن اشتبه الشبان التابعين لبلدية البلدة بسيارة بدون لوحات تتجوّل في الأحياء فاعترضوها محاولين معرفة هويّة من بداخلها.

بيد أن المسلحين داخل السيارة أطلقوا النار على الشبان وفرّوا إلى جهة مجولة تاركين سيّارتهم في المكان التي تم اكتشاف قنابل وذخائر وأسلاك كهربائية بداخلها.

لُغز الحادثة حسب المعطيات الحالية كشف عن خليّة إرهابيّة جاءت إلى المنطقة لتنفيذ عمليّة مُخطّط لها، إلا أنها فشلت بسبب اعتراض السيّارة من شرطة البلديّة.

وفي ضوء التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة تم إلقاء القبض على أحد عناصر الخليّة في مخيم البداوي شمال لبنان، وكشفت التحقيقات أنّ السيارة التي استقلتها الخليّة الإرهابية كانت تحظى بمُواكبة من سيارتين إحداهما أمّنت الفرار للعناصر الإرهابيّة بعد قتلهم حراس البلدية.

أشارت التحقيقات إلى أنّ البصمات المرفوعة عن سيارة الجناة بيّنت أنّ بعضها عائد لشخصين أوقفا سابقاً في قضايا إرهاب: سوريٌ مقيم في مخيم البدّاوي ولبناني مقيم في بلدة دنبو-عكار.

وتقول تسريبات التحقيق إنّ العنصر الذي تم القاء القبض عليه ينتمي إلى “داعش”، وسبق أن صدر أحكام قضائية بحقّه وكذلك العضوين الآخرين في الخليّة، ولكن رغم إن العناصر الإرهابية ذات توجّه “داعشي” إلا أنّ السؤال المطروح هل كانت الخلية تُخطّط لعمليّة إرهابيّة لصالح تنظيم الدولة الإسلاميّة “داعش”، أم أنّ العناصر تم استخدامهم لتنفيذ عمل إرهابي لصالح جهة أخرى أو جهاز استخبارات أجنبي.

اللّافت وحسب ما نُشر في بيروت من معلومات نقلاً عن مصادر أمنية وضعت أحد أهم الاحتمالات أن تكون الخليّة جاءت لاغتيال النائب الكتائبي “نديم بشير الجميّل” الذي كان موجوداً في زيارة إلى بلدة كفرحاتا المجاورة، وهنا يبرز تساؤل حول سبب استهداف نديم جميل تحديدًا إن تم ترجيح هذا الاحتمال وأكّدته التحقيقات.

لا شك أن المُلاحظ في الآونة الأخيرة أن نديم صعّد من لهجة انتقاده لحزب الله واتّهمه مباشرة بالمسؤوليّة عن حادث انفجار مرفأ بيروت ضمن حملة أطلقها الكتائبيّون وحزب القوات اللبنانية على حزب الله والرئيس اللبناني ميشيل عون.

وبالتّالي الجهة التي أرسلت الخليّة الإرهابية ذات “التوجّه الداعشي” لاغتيال الجميّل لم تكن تسعى إلا إلى هدف واحد ووحيد، وهو اتّهام حزب الله بالاغتيال، ما سوف يؤدّي إلى إشعال فتنة خطيرة في لبنان من جهة، وتصعيد أوار الحملة الشرسة ضد حزب الله بعد أن ضعفت في الأيام الماضية على إثر اكتشاف الأسباب الحقيقيّة في تفجير مرفأ بيروت، وجلاء حقيقة أن حزب الله ليس له أيّ سلاح أو علاقة بالمرفأ، وبالإضافة إلى فشل استثمار حادثة الانفجار دوليًّا لإحداث انقلاب سياسي في المشهد اللبناني.

من الواضح أن العمليّة الإرهابيّة لن تكون المُحاولة الأخيرة وإن فشلت في الوصول إلى أهدافها، ومن الواضح كذلك أن هناك جهة تدفع لبنان نحو الفتنة والاقتتال الأهلي، ربّما تكون هذه الحادثة إنذارًا لفهم اللبنانيين إلى ما يُدبّر لبلادهم.

رأي اليوم

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا