ما تأثير صفقة الخيانة الاماراتية مع الكيان الصهيوني

478

بقلم..محمد البغدادي

يكاد المراقبون يجمعون، على ان خطوة التطبيع الاماراتية الاسرائيلية ليست مفاجئة، فطبيعة السياسة الاماراتية والخليجية بشكل عام، تعتمد على الخضوع التام للارادة الامريكية، وهذا يعني خضوعها بالنتيجة للارادة الاسرائيلية، كما ان متبنياتها في مرحلة ما بعد زايد، اختلفت بشكل كبير، وصارت ادارة خليفته تخرج من اطار المساحة الجغرافية الضيقة، باتجاه لعب دور اقليمي اكبر من حجمها، وهذا مرتبط بلا شك بضوء اخضر دولي ولاهداف معينة.
قد تكون القدرة المالية وتراكم الثروات، في بلد صغير سكانيا، اثار شهية امرائه، للعب دور اقليمي ودولي، وقد يكون الامر مقبولا، لو اقتصر على المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المتبادلة، وهذا ما كانت عليه في اولى خطواتها، الا ان دورا جديدا بدأ يتبلور، مع سيطرة محمد بن زايد على ادارة الامارات، بسبب مرض امير البلاد خليفة بن زايد، وعدم قدرته على ممارسة النشاطات السياسية بشكل طبيعي.
ان المتابع للسياسة الاماراتية، لابد ان تستوقفه مساحة تدخلها العسكري المباشر وغير المباشر، في بلدان مختلفة ومتباعدة لا تتناسب وحجم الامارات.
فبالتاكيد لا يمكن لاي دولة اليوم، التحرك في هذا المحيط الجغرافي الحساس، دون ان يكون منضويا تحت جناح محور من المحاور، ومدعوم منه، فما تمتلكه الامارات حجما وسكانا وقوة، لايؤهلها مثلا للتدخل في اليمن وليبيا بشكل مباشر، وسوريا والعراق ودول اخرى بشكل غير مباشر، وتحدي دول اكبر بمراحل كبيرة منها مثل تركيا وايران .
ولهذا نحن نعتقد جازمين، ان وراء هذا التحرك الاماراتي الواسع، دور رسم لها من قبل القوى الفاعلة، التي قد تحتاج الى ادوات حتى وان كانت صغيرة، لتنفيذ ما لا تستطيع ان تنفذه هذه القوى علنا، لاعتبارات عديدة.
وبما ان دويلات الخليج تستند في وجودها، الى النشاط الاقتصادي لادارة ثرواتها، وناتج بيع نفطها وغازها، فانها ستكون تحت رحمة صاحب السيطرة على المنظومة المالية العالمية، ولهشاشة هذه الدويلات، وعدم قدرتها على حماية نفسها بمفردها، فقد وضعت نفسها مكرهة وطائعة، في دائرة الابتزاز الامريكية الصهيونية، التي فرضت عليها معادلة الرضوخ التام لمطالبها وسياساتها، مقابل توفير الحماية لها والسماح لها بادارة فائض اموالها في الداخل والخارج .
وهكذا اصبحت الامارات، مضطرة للعب ادوار عسكرية خطيرة اكبر من حجمها، وهذا ليس اقرارا بقدرتها، فالامارات تعتمد على الشركات الامنية العالمية، والمرتزقة والمستشارين الاجانب، مما يؤكد ان مهمة الامارات هي تنفيذ اجندات واهداف امريكية اسرائيلية باموالها، حتى لا يتم اثقال موازنات امريكا واسرائيل، بمصروفات ضخمة قد تؤثر بشكل او باخر على اقتصادياتهما.
والسؤال الذي يطرح نفسه، يرتبط فقط بتوقيت اعلان العلاقة بين الامارات والكيان الغاصب، والتي سيكون بكل تاكيد لصالح امريكا واسرائيل، ومتعلقة بالانتخابات الامريكية القادمة، تعزيزا لفرص ترامب بولاية ثانية، وكذلك دعما لنتنياهو المحاصر بفساده وفشله في ارضاء جمهوره.
لا اعتقد ان الامارات لها من الوزن والقيمة والتاثير، ما يغير مسار الصراع الاسلامي والعربي، ضد الصهاينة ووجودهم الزائف، سيما وان محور المقاومة، بات يمتلك من الامكانات والقدرات ومقومات الردع، ما يجعله لا يتاثر بعلاقة تطبيع بائسة، بين اسرائيل ودويلة لا تشكل اكثر من مول تجاري كبير.
اساس دوام قضية فلسطين واستعصائها على الذوبان في صفقات الخيانة، هو صمود الشعب الفلسطيني ورفضه الاستسلام، وكذلك في دعم الشعوب الاسلامية والعربية، وهذا وان كان قد انحسر كثيرا، الا ان محور المقاومة بات يؤدي هذا الدور بفاعلية، بل انه يعلن صراحة وبكل جدية وثبات، ان هدفه هو تحرير فلسطين، مما يمنح شعب فلسطين زخما عاليا للصمود، وافشال اي توجه خياني او مؤامرة، تستهدف النيل من قضيته المقدسة.

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا