في الحقيقة هناك محذور لا نستطيع إنكاره، عندَ الحديث عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية، والذي يطرح تساؤلاً هاماً من قبل الشارع السوري و عامة الناس، لما لا يتم الردّ على هذا الاعتداءات المتكررة؟ ليصل انسياق ذهن سامع مصطلح ” الاحتفاظ بحق الرد ” إلى تبسيط الأمور و اعتبار أنَّ هذا المصطلح والذي يمكن أن نعنّونّهُ ” بالصبر السوري الاستراتيجي ” زيّ دارج يمكن إرجاعه إلى ظاهرة التهور في الردود، والتي عادةً ما تشوه مسيرة تقدُّمٍ كبيرة ترتكز خسارتها على تحقيق مطامع العدو، وهذا غير موجود في معادلة حكمة القيادة السوريّة وتعاملها مع مثل هذه الاعتداءات.
فسورية تعاملت مع هذه الاعتداءات الغاشمة بصبرٍ و صمت، لتعزز قدرتها الدفاعيّة بدلاً من ردّ يجرّها لإشعال فتيل حرب إقليمية، و حصول ما لا تُحمد عقباه، فالظروف الحاليّة المتمثلة بجهود الدولة السورية في مكافحة الإرهاب المدعوم إقليمياً و دولياً داخل أراضيها، لا تُهيأ لشن حرب متوقعة و موجودة ليس فقط ضمن حسابات سورية بل وأيضاً ضمن حسابات محور المقاومة.
فكيفَ عززت سوريّة قدرتها الدفاعيّة ؟
يمكن أن نوصّف ما حدث اليوم من توقيع اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سورية وإيران، والتي تضمنت تقوية الدفاعات الجوية السورية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري بينهما، بإيصال رسالة قوية وشديدة المعاني للعدو الإسرائيلي مفادها ومضمونها “لا للعربدة بعد الآن في السماء السوريّة”..
ومن جهة أخرى ومهمة اللجوء إلى إدخال منظومة باور “373” الإيرانيّة و صواريخ أرض – جو المحمولة على الكتف، و الرادارت الإيرانية الصنع، والتي زودت إيران سورية بها منذُ العام الماضي و استغرق وصولها إلى سورية عام كامل حيز العمل .. لتصبح ورقة قويّة و رابحة بيد سورية وإيران معاً وذلك لعدة أسباب منها :
الأول : الدفاع القوي بوجه الاعتداءات وردع الإسرائيلي عن القيام بها.. مستقبلاً وبالطبع الإسرائيلي ذو السياسة الأمريكيّة المتهورة و المتحمسة سيُجرّب ليستنتج كيف ستدعم إيران المنظومة الدفاعية الجوية السورية.
الثاني : هو ضمان الإيراني عدم ضرب قواته الموجودة في سورية، لأن وجودها هو سبب الاعتداءات المتكررة حسمبا صرّح العدو، وهذا شيء طبيعي فالوجود الإيراني في سورية يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل ولا سيما ما يسهم به من محاربة ما تبقى من أدواتها المهزومة في سورية.
الثالث : وضع عنوان بالخط الأحمر العريض : سلب التفوق الجوي الإسرائيلي سيجعل لجبهة المقاومة اليد الطولى في أي معركة مُقبلة.
نختم المقال بميزات منظومة باور 373 ، فقدراتها خير دليل، و أوضح مستند دفاعي، و أكثر إشارة لتطور قدرات محور المقاومة.
– منظومة باور 373 الإيرانيـة الصـنع –
(بالإنجليزية:Bavar 373) هي منظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى إيرانية الصنع
والتي تضاهي منظومة الدفاع
الجوي الروسية أس – 300
وأقوى من منظومة باتريوت الأمريكية.
وتُعَد أعقد مشروع دفاعي في تاريخ إيران ومن أهم المنظومات الدفاعية التي تمت صناعتها داخل إيران خلال أقل من 10 سنوات.
وتَطلق هذه المنظومة الجوية صواريخ صياد الإيرانية الصنع. حيث يبلغ مدى صواريخ (منظومة باور) 300 كيلومتر.
وقوة تدمير الأهداف حتى ارتفاع 27 كيلومتر.
وتستطيع رصد الطائرات المعادية من مسافات بعيدة. حيث لها القدرة على تدمير الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والطائرات الحربية أي أنها تدمر عدة أهداف في آنٍ واحد.
فهي قادرة على اكتشاف ما يصل إلى 300 هدف، وتعقب 60 هدفاً، والاشتباك مع 6 أهداف بوقت واحد ومواجهتها بستة أسلحة مختلفة. وتُعَد هذه المنظومة ضخمة ولديها منظومات فرعية متحركة، ولديها رادار بحث مداه أكثر من 320 كيلومتر.
إضافةً إلى رادار تعقب يصل مداه إلى أكثر من 250 كيلومتر ويتعقب الهدف بدقة عالية، كما لديها أكثر من 6000 عنصر (عيون مركبة)، كل منها عبارة عن رادار، وتُستَخدَم لمواجهة الصواريخ الباليستية.
ومنصة إطلاق هذا النظام مجهزة بأربع قاذفات عامودية (VLS) من نوع الإطلاق الساخن، وراداراته قادرة على تحمل الحرب الالكترونية والقنابل الكهرومغناطيسية، الأمر الذي يحافظ على فعاليته ضد هجمات ECM و EMP، کما أنها تکتشف الصواريخ المضادة للإشعاع والرادار، والتي تستخدم لقمع الدفاعات الجوية.
وقد صُمِمَّت منظومة باور الإستراتيجية للدفاع عن الأماكن الحساسة داخل إيران كالمنشآت النووية والمعامل الكبيرة والمطارات وغيرها من المنشآت الأخرى. وبتدشين هذه المنظومة ارتقت جمهورية إيران إلى المرتبة السادسة عالمياً في مجال إنتاج منظومات الدفاع الجوي
KATEHON