حزب العمال الكردستاني تحول الى شماعة تبرر انتهاك القوات التركية للاراضي العراقية على غرار ما حصل في شمال سوريا.
تصر تركيا على انتهاك السيادة العراقية بل وتصعيد تدخلها رغم الانتقادات التي وجهها مسؤولون عراقيون لانقرة والدعوة الملحة الى وقف عملياتها العسكرية شمال البلاد.
وأعلنت تركيا الأربعاء أنّها نشرت قوات خاصة في شمال العراق في إطار عملية عسكرية ضدّ متمرّدي حزب العمال الكردستاني بمؤازرة من سلاحي الجوّ والمدفعية.
وقالت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على تويتر إنّ “عملية مخلب النمر بدأت. أبطالنا من القوات الخاصة موجودون في منطقة هفتانين”.
وأضافت أنّ “عناصرنا من وحدات الكوماندوس الذين تؤازرهم مروحيات قتالية وطائرات مسيّرة، تم نقلهم بواسطة قواتنا الجوية”.
ولا تعير انقرة اهتماما بالانتقادات التي وجهتها القيادة العراقية وتصر على القيام بعمليات عسكرية ضد الاكراد الذين اصبحوا شماعة تركية للتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها على غرار ما حصل في شمال سوريا.
والاثنين طالب العراق تركيا بإيقاف اختراق طائرتها الأجواء العراقية، مستنكرا تلك العمليات “الاستفزازية” التي استهدفت مجددا مخيما للاجئين شمال البلاد.
وقالت العمليات العراقية المشتركة في بيان الاثنين “نستنكر اختراق الأجواء العراقية من قبل الطائرات التركية الذي حصل مساء الأحد مِن خلال 18 طائرة تركية متجهة باتجاه سنجار ومخمور والكوير وأربيل وصولا إلى قضاء الشرقاط بعمق 193 كم مِن الحدود التركية داخل الأجواء العراقية واستهدف مخيم للاجئين قرب مخمور وسنجار”.
وأوضح البيان أن “الطائرات التركية عاودت الاقتراب من الحدود العراقية حتى ساعة متأخرة من ليلة الأحد”، منددة بهذا “التصرف الاستفزازي” الذي “لاينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية ويعد انتهاكا صارخا للسيادة العراقية”.
وطالبت القوات المشتركة العراقية أنقرة بـ”إيقاف هذه الانتهاكات احترامًا والتزاما بالمصالح المشتركة بين البلدين”، داعية إلى “عدم تكرارها” واللجوء إلى التعاون سلميا لضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة.
وليل الأحد، شنت قوات تركية هجوما عسكريا جديدا على مواقع قالت أنقرة إنها تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وأقلعت الطائرات الحربية التركية من عدة قواعد في مدينتي ديار بكر وملاطية بجنوب شرق البلاد وضربت معسكرات تابعة للحزب بالعراق. بعضها في معقله بمنطقة قنديل.

ملف المتمردين الاكراد لا يزال يؤرق تركيا
وقالت وزارة الدفاع التركية إن الهجوم على شمال العراق يهدف إلى تأمين حدود البلاد وأمن الشعب التركي من خلال تحييد حزب العمال الكردستاني والمنظمات الإرهابية الأخرى التي كثفت من محاولاتها لشن هجمات على قواعد الشرطة والجيش التركي.
وأشرف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على إدارة وقيادة عملية “المخلب-النسر” العسكرية في مركز عمليات قيادة القوات الجوية.
وشارك أكار في إدارة وقيادة العملية كلا من رئيس أركان الجيش التركي يشار غولر وقائد القوات البرية أُميت دوندار وقائد القوات الجوية حسن كوجوك أكيوز وقائد القوات البحرية عدنان أوزبال.
وتستهدف العملية التي أطلقت عليها وزارة الخارجية التركية اسم “كلو- إيجل” (مخلب النسر) خصوصا، مواقع في جبال قنديل بالقرب من الحدود الإيرانية على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب تركيا. كما تستهدف مواقع أيضا في سنجار وكاراكاك وزاب وأفاسين باسيان وهاكورك.
وتستهدف تركيا بشكل متكرر حزب العمال الكردستاني سواء في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية أو في قاعدتهم بشمال العراق.
ومع استهداف الطائرات التركية مواقع الحزب في شمال العراق بشكل متكرر، إلا أن تركيا هددت في السنوات الأخيرة بشن هجوم بري يستهدف قواعد حزب العمال الكردستاني في منطقة جبال قنديل.
وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون “إرهابيا”، يشن منذ 1984 تمردا داميا على الأراضي التركية، لكن قيادته موجودة في شمال العراق، قرب الحدود.
كما تشن أنقرة أيضا هجمات في سوريا على وحدات حماية الشعب التي تعتبرها امتدادا في لحزب العمال الكردستاني، لكنها متحالفة مع واشنطن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية وكان لها دور كبير في دحر التنظيم الإرهابي من سوريا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها الطائرات التركية الأجواء العراقية، حيث سبق وأن حذرت بغداد من تلك التجاوزات كان آخرها في أبريل الماضي عندما قتلت قوات الجيش التركي امراتين في نفس المخيم (مخمور) الذي يقطنه لاجؤون أكراد بواسطة صاروخ أطلقته عبر طائرة تركية مسيرة.
Middle East Online