المصدر : تايمز اوف اسرائيل
حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم تواجه انهيارا وشيكا إذا لم يتم احتواء انتشار فيروس كورونا، وادعى أن الفيروس قد يتحول إلى أكبر خطر على البشرية منذ العصور الوسطى .
في الوقت نفسه، ناشد منافسه في المعارضة بيني غانتس للانضمام إليه في “حكومة وحدة طارئة” من أجل المساعدة في إنقاذ إسرائيل من الفيروس، الذي قال إنه يهدد بقتل “عشرات الآلاف”. وقال نتنياهو إنه سيشارك السلطة على أساس متساو تماما مع حزب غانتس، “أزرق أبيض”، لمدة ثلاث سنوات، لكنه سيصر على أن يشغل هو منصب رئيس الوزراء خلال الأشهر الـ 18 الأولى من تلك الفترة، قبل أن يحل غانتس محله. وكلف الرئيس الإسرائيلي غانتس يوم الاثنين بمهمة تشكيل حكومة بعد حصوله على دعم 61 من أعضاء الكنيست الـ 120.
في مقابلة مع القناة 12، أشار نتنياهو إلى سلسلة من التوقعات المرعبة بشأن التأثير المحتمل للفيروس على العالم – الذي لا يمكن تحديد دقتها نهائيا في هذه المرحلة – لكنه نفى أنه يحاول إثارة الذعر لدى الجمهور الإسرائيلي بهدف الحفاظ على كرسي رئاسة الوزراء. ولقد سارع نتنياهو في الأسابيع الأخيرة إلى إغلاق حدود إسرائيل وفرض إغلاق داخلي شبه كامل في محاولة لمنع انتشار العدوى؛ حتى مساء يوم الاحد، تم تشخيص إصابة 945 إسرائيليا بالفيروس، وتسجيل حالة وفاة واحدة.
وقال “لا أحد يعلم” ماذا سيكون تأثير الفيروس في نهاية المطاف، لكنه قد يصيب “60, 70, 80 بالمئة” من السكان في بعض الدول، مع أعداد هائلة من الوفيات، مضيفا أنه مع معدل وفيات “يتراوح بين 1 و4%” فإن ذلك “في إنجلترا قد يعني مليون أو مليوني” حالة وفاة.
وأشار إلى أن “الدول التي لم تغلق حدودها” عندما بدأ الفيروس بالانتشار من الصين، وبالتحديد إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا، “هي الآن على حافة فقدان السيطرة”، والبعض منها، كما قال، سجلت بالفعل آلاف الوفيات.
وأضاف أن الوضع في الولايات المتحدة خطير بشكل خاص في كاليفورنيا ونيويورك، حيث تتحرك السلطات نحو فرض إغلاق، وقال: “إنهم يفقدون السيطرة”.
وأضاف أن إسرائيل، التي قامت بإغلاق حدودها، “في وضع أفضل بكثير”، لكنها لا تزال تواجه احتمال “وفاة عشرات آلاف الأشخاص”، مضيفا أن هذه التقييمات “ليست بحيلة إعلامية”.
وقال نتنياهو إن إستراتيجيته تهدف أولا إلى تحديد وعزل المصابين بالفيروس، وثانيا، تمكين الأصحاء من الخروج من حالة شبه الإغلاق الحالية والعودة إلى أعمالهم لإنقاذ الاقتصاد. وأقر أنه “كما هو الوضع” في الوقت الحالي، “فإننا ندمر الاقتصاد”، مضيفا أن القيود الحالية ستبقى سارية المفعول حتى عيد الفصح العبري في الشهر المقبل كحد أدنى.
هدفه، كما قال، هو إجراء عدد كبير من الفحوصات، على أمل أن يثبت ذلك أن بعض الأشخاص طوروا أجساما مضادة لمقاومة الفيروس ويمكن “تحريرهم” من العزلة بأمان – شريطة أن يتم التوصل إلى استنتاج مفاده أنه لا يمكن إصابة الأشخاص بالفيروس مرة أخرى.
بعد أن قاطعته محاورته، دانا فايس، اعترض نتنياهو بالقول: “أحاول إنقاذ المواطنين وإنقاذك وإنقاذ أبنائي… قد لا نكون في خضم أسوأ أزمة في القرن فحسب، وإنما الأسوأ منذ العصور الوسطي”.
وقال “جميع الخدمات الصحية في العالم تواجه انهيارا” إذا لم ننجح في السيطرة على هذا الفيروس، على حد تعبيره، “لأن أعداد المرضى ستكون خيالية للغاية”.
وأكد على أن إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا، والولايات المتحدة أيضا، جميعها تواجه خطر الانهيار.
وقال “ينبغي علينا أن نصلي جميعا للخالق” لوقف هذا الوباء، وعندما قالت له محاورته إن علماء إسرائيل هم العنوان، ردا قائلا “في فايسمان يصلون أيضا”، في أشارة منه إلى معهد “فايسمان للعلوم”، الذي يُعد جامعة أبحاث حكومية رائدة.

وحض نتنياهو غانتس – الرجل الذي خاض ضده ثلاث جولات إنتخابية في غضون سنة، والتي انتهت جميعها بفشل الرجلين بالفوز بغالبية كافية لتشكيل حكومة – على الانضمام إليه في حكومة طوارئ للمساعدة في محاربة الوباء.
وحمّل حزب “أزرق أبيض”، الذي يقوده غانتس، مسؤولية سلسلة الأحداث التي أدت إلى إعلان رئيس الكنيست، يولي إدلشتين، العضو في حزبه “الليكود”، عن تعليق نشاط البرلمان في الأسبوع الماضي. نتيجة لذلك، لا توجد في الوقت الحالي رقابة برلمانية على إجراءات رقابة مثيرة للجدل وضعتها الحكومة يوم الأربعاء لتعقب تحركات جميع المواطنين لتحذيرهم في حال كانوا على تواصل قريب وطويل بحامل للفيروس وحضهم على دخل حجر صحي. ومن المقرر أن يستأنف الكنيست أنشطته يوم الاثنين، كما وعد إدلشتين.
ردا على سؤال حول ما إذا كان يبالغ في الخطر الذي يشكله الفيروس لإثارة الذعر في صفوف الإسرائيليين ومنع أن يحل شخص آخر محله في منصب رئيس الوزراء، نفى نتنياهو ذلك وقال “أنا أعمل من أجل الدولة… أوجه الدفة بين جبال جليدية. ورائي هناك دول أخرى، سفن تايتانيك”.
يوم الأحد الماضي أوصى 61 عضو كنيست من أصل 120 بغانتس رئيسا للوزراء، وقام رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بتكليفه بمهمة بناء حكومة. ولكن إذا قرر غانتس عدم دخول شراكة مع نتنياهو، بإمكانه فقط الاعتماد على تأمين أغلبية محتملة بدعم من تحالف الأحزاب ذي الغالبية العربية “القائمة المشتركة” بأعضائه ال15.
وزعم نتنياهو أنه كان سيفوز في الانتخابات على الفور لو أدرك الجمهور أن غانتس قد يفكر في ائتلاف مع أعضاء الكنيست العرب، الذين وصفهم مرة أخرى بأنهم “مؤيدون للإرهاب”.
وقال أنه تم التوصل الى اتفاق بشأن العناصر الرئيسية، وشرح اقتراح حكومة الوحدة الذي عرضه على غانتس كالتالي: تقاسم متساوٍ للسلطة بين الكتلتين السياسيتين لمدة ثلاث سنوات، مع تولي نتنياهو مهمة رئيس الوزراء في الأشهر ال18 الأولى، ثم استلام غانتس للمنصب؛ عدد متساو من الوزراء؛ “أزرق وأبيض” سيحصل على وزارتي الخارجية والدفاع، في حين سيحتفظ حزب “الليكود” بحقيبة المالية ورئاسة الكنيست لمدة 18 شهرا، وبعد ذلك يكون هناك تبادل في المناصب؛ ووزير العدل يتفق عليه الطرفان، أو وزير ونائب من كلا الحزبين، حيث ستكون كل التشريعات والقرارات الرئيسية بحاجة إلى توقيع كليهما.
وقال نتنياهو إنه سيتم تكريس الإطار في قانون، وأن الوحدة أمر حيوي، لكنه اتهم رقم 2 في حزب غانتس، يائير لابيد، بإحباط جهود الوحدة، وقال “إن هذه الأزمة هي أزمة للبشرية، مع عشرات الآلاف من القتلى… آمل أن نتغلب عليها. عليهم [أزرق أبيض] التوقف [عن الجدال]”.
عندما قالت له محاورته إنه خلال الحملة الإنتخابية التي سبقت انتخابات الثاني من مارس قام بمهاجمة غانتس، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بوصفه بأنه غير قادر على قيادة إسرائيل، وأنه قد يكون يعاني من الخرف، بينما يعرض عليه الآن مشاركته في قيادة إسرائيل، رد نتنياهو: “هذا هو قرار الناخب، وليس قراري… علينا التوصل إلى تسوية… لقد طرحت عرضا كريما للغاية”.
لكنه قال إن الفرصة لتشكيل حكومة وحدة ستنتهي الإثنين، إذا قرر “أزرق أبيض” المضي قدما في محاولته الإطاحة بإدلشتين، لأن حزب غانتس يعتزم بعد ذلك تسريع تشريع يهدف إلى منع نتنياهو من تولي مهام رئاسة الحكومة [لأنه يواجه لوائح اتهام في ثلاث قضايا فساد]”، وقال “هذا النداء الأخير للوحدة”.
وأضاف أنه إذا تم رفضه اقتراحه، فإن إسرائيل ستُجر عاجلا أم آجلا لانتخابات رابعة، وقال إن حزب “أزرق أبيض” يريد “تمرير قوانين لمنعي من تشكيل حكومة، حتى يتمكنوا من إجراء إنتخابات ’ديلوكس’ لا يمكن فيها لأحد منافسة بيني غانتس”، مضيفا أن هذا من نوع الأشياء التي تحدث في إيران.
في لحظة بارزة في اللقاء، طلبت فايس من نتنياهو النظر إلى الكاميرا والتعهد لغانتس بأنه سيلتزم بشروط اتفاق الوحدة، وهو ما رد عليه نتنياهو بالقول “100%”، ونظر بالفعل إلى الكاميرا، وردا على سؤال عما إذا كان سيقوم بتسليم السلطة، كما هو مقرر في سبتمبر 2021، تعهد قائلا “سأسلم السلطة في الموعد الذي نتفق عليه – من دون حيّل”.
وقال إن الجمهور يريده هو وغانتس أن يعملا معا “لإنقاذ إسرائيل من أكبر أزمة في العالم – ربما حتى [أسوأ من بعض أسوأ] الحروب”.
وأضاف أن الإنفلونزا الإسبانية في عام 2018 حصدت على ما يبدو أرواح 50 مليون شخص، وهو نفس العدد تقريبا الذي راح ضحية الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن “حصيلة الوفيات [من فيروس كورونا] قد تكون أكبر إذا لم نتمكن من إيقافه”.
وقال “هذا عرض حقيقي ورائع وجيد”، مضيفا “يجب علينا أن ننقذ البلاد – آباءنا وأصدقاءنا وإخواننا وأطفالنا”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيمثل أمام المحكمة، التي كان من المقرر أن تبدأ في 17 مارس، ولكن تم تأجيلها إلى مايو بسبب الأزمة، قال: “سأفعل كل ما تطلبه المحكمة مني. إذا بدأت المحاكمة ، سأكون حاضراً – وسأبطل التهم الموجهة إلي “.