بقلم رئيس التحرير
لم يعد خافيا على احد، طبيعة الممارسات التي تقوم بها امريكا وحلفائها، والتدخل الفاضح في الشان الداخلي العراقي، خصوصا في محاولة فرض شخصيات مشبوهة، لشغل منصب رئيس الوزراء، وممارسة الضغط على القوى السياسية، وشراء ذمم البعض منها، للوصول إلى هذا الهدف، بعد إضعاف الصف الشيعي، ومصادرة حقه في اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب، ومن ناحية ثانية اتخاذ إجراءات عدوانية، بحق أبناء العراق المجاهدين والمضحين، في فصائل المقاومة والحشد الشعبي، وفرض عقوبات عليهم، أو تهديدهم بالاغتيالات، في محاولة لاسكات الصوت الرافض والمقاوم لمخططاتهم.
لقد أثبتت احداث الأيام الماضية، أن السفارتين الأمريكية والبريطانية، تمارسان نشاطا تخريبيا في تحريك الجيوش الإلكترونية وادارتها، في الداخل والخارج، لمهاجمة أبناء المقاومة والحشد الشعبي، وكذلك إدارة مجاميع من المتظاهرين المخربين، وتدريبهم لاستهداف القوات الامنية، من اجل اشعال الفتنة، وادامة زخم التظاهرات، واتخاذها وسيلة ضغط وابتزاز على القوى السياسية الشيعية على على وجه الخصوص، مصحوبة بهجمة اعلامية، تشنها القنوات المرتبطة ببعض القوى السنية والكردية، والتي تعمل جاهدة على اثارة الرأي العام، والتحريض على العنف والتخريب، والتسقيط السياسي، واثارة العداء لفصائل المقاومة والحشد الشعبي، وكانها تمارس دورا انتقاميا، من الاطراف التي هزمت وافشلت مؤامرتي داعش والانفصال الكردي.
ان ما نسمعه من شعارات وهتافات معادية للدين، والمعتقدات الاسلامية، وخصوصا الشيعية منها، تقف وراءها منظمات وشخصيات، مدعومة من هاتين السفارتين، ولعل ما تجرأ عليه السفير البريطاني، من دعم للشذوذ الجنسي وممارسيه، وادعائه الوقح بدعم الحكومة العراقية لما يسميهم بمثيلي الجنس، انما يؤكد استخفافه بالدين الإسلامي، والأرث الثقافي والاجتماعي والأخلاقي للمجتمع العراقي, وامعانه في نشر الرذيلة والانحطاط الاخلاقي و نقل امراض المجتمعات الغربية الى مجتمعنا.
كما ان العالم باجمعه اليوم، يعاني من حرب بايولوجية لا انسانية، وجهت اصابع الاتهام فيها الى امريكا، ومختبراتها السرية، لتركيع الدول والشعوب، التي تقف بالضد من سياساتها العدوانية، ومحاولاتها فرض الهيمنة والتسلط على العالم، فما يجري في الصين والجمهورية الاسلامية، من مأساة انسانية وانتشار مروع ومخيف لفايروس كورونا المحدث، وانتشاره بعد ذلك الى مختلف دول العالم، ومنها العراق، إنما هو جريمة ابادة جماعية، لا يمكن ان تصدر الا من عقول موبوءة بالاجرام والخبث، تحكم فيها الشيطان، لاهم لها سوى نشر الموت والخراب والحروب والمؤامرات، كوسيلة لضمان سيطرتها على شعوب العالم، وتركيعها وضرب اقتصادياتها، والهيمنة على مقدراتها، من أجل ابقاء تفوقها كقوة اولى بلا منافس او منازع.
فما بين التخريب السياسي والاخلاقي الذي تمارسه امريكا وحلفائها, وبين انتشار الكورونا في العراق والعالم , منهج تدير فيه مؤامراتها على خصومها، من غرف العمليات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاعلامية، كما تديرها من مختبرات البحوث البايولوجية السرية، وهي تهدف الى ازاحة خصومها ومنافسيها من طريقها، بشتى الوسائل والطرق.
وعليه فان ادراك طبيعة هذه الحرب القذرة، التي تشنها امريكا وحلفائها، ضد الشعب العراقي، يؤكد ان المقاومة بشتى انواعها هي الخيار الوحيد، لمواجهتها والتصدي لها، مما يلقي على جميع القوى الوطنية السياسية والشعبية مسؤولية توحيد الصفوف، وبلورة جبهة وطنية تتصدى لهذه المؤامرات، وردع هذه القوى الاجنبية الغاشمة وعملائها في الداخل ومنعهم من تحقيق ماربهم واهدافهم الشريرة.