إسرائيل ونفق السياسة الروسي.. انعدام الرؤية

667

عن موقع katehon

الحرب على سوريا، اظهرت ملفات كثيرة من جوانب الخلاف الذي بدأت معالمه تظهر منذ اسقاط الطائرة الروسية “إيل-20″، ومقتل الخبراء الروس، وذلك بصواريخ سورية مضادة للطائرات، نتيجة انتهاك الطيران الإسرائيلي للمجال الجوي السوري في محافظة اللاذقية، مما زاد في عُمق الأزمة بين إسرائيل وروسيا، حيث رفضت روسيا نتائج التحقيقات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي، حول هذه الحادثة، وإتهام إسرائيل بالكذب، وهذا ما اكدته الصحف الإسرائيلية لجهة ” إن الأزمة بين إسرائيل وروسيا خطيرة وعميقة”، كما في صحيفة معاريف الإسرائيلية.

تعتمد إسرائيل في تبريراتها للعدوان على دمشق أمام روسيا، بأن هناك اهداف تابعة لإيران وحزب الله.
فما هي التطورات التي فاقمت الخلاف الروسي الإسرائيلي؟.

نشرت صحيفة “يديعوت احرنوت” تقريراً أكدت فيه أن روسيا تُشدد معارضتها لمواصلة الهجمات الإسرائيلية الجوية في سوريا، وأشارت “صحيفة يديعوت أحرنوت” في افتتاحيتها إلى “أن روسيا وافقت لأول مرة على بيان مشترك مع إيران وتركيا، يُندد بشدة الهجمات الإسرائيلية في سوريا”

الواضح ان التمادي الإسرائيلي في انتهاك القانون الدولي، وإستمرار سلاح الجو الإسرائيلي بانتهاك الاجواء السورية وقصف مواقع للدولة السورية، بدأ يُزعج الحليف الروسي، والذي بدا واضحاً في التصريحات الروسية في 20 تشرين الثاني /نوفمبر، عندما نفذ سلاح الجو الاسرائيلي عشرات الغارات ضد اهداف في سوريا، بما في ذلك قصف المبنى  في مطار دمشق، والذي تدعي إسرائيل بأنه تابع للحرس الثوري الإيراني.

الخروقات التي تُنفذها اسرائيل غير مبالية بالاتفاق الروسي الإسرائيلي، لعدم تنفيذ غارات عدوانية في ظل التطورات الحاصلة على الساحة السورية. فالإعلان الصادر الاربعاء 11/12/2019 عقب الجولة الاخيرة من مباحثات استانا، يُعد قفزة بدرجة أخرى ضد إسرائيل، وفق صحيفة يديعوت أحرنوت التي اعتبرت “ان روسيا تعلن لأول مرة معارضتها بشدة للهجمات الإسرائيلية في سوريا”.
روسيا تُدرك أن السياسة العدائية الإسرائيلية تجاه سوريا، وإنتهازها للحرب على سوريا لتنفيذ اجنداتها الخاصة في تعزيز الدمار والفوضى على الارض السورية.
النظرة الإسرائيلية لروسيا.

ما يُقلق إسرائيل هو تدهور العلاقة مع روسيا، فالأخيرة دولة عظمى. أما الولايات المتحدة ورغم الدعم الأميركي لإسرائيل ضد الفلسطينيين، لكن أهمية الولايات المتحدة بالنسبة لإسرائيل تكمن في حمايتها من دول عظمى اخرى كـ روسيا. لكن الدور الأمريكي أصبح في تراجع بعد سياساتها الخاطئة في الشرق الأوسط، وإنقلاب موازين القوى لصالح روسيا في تلك المنطقة، والذي تحاول إسرائيل استغلاله على كافة الاتجاهات، من خلال الحفاظ على الرضى الروسي، وهذا ما بدى جلياً من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، ووفق صحيفة يديعوت احرنوت أن “محافل رفيعة المستوى في جهاز الامن الإسرائيلي قدرت التصريحات الروسية العلنية بأنها لا تعكس  بالضرورة موقف الرئيس فلاديمير بوتين”.

في النتيجة الحليف الروسي وإن كانت له مصالح مشتركة مع اسرائيل في علاقتهما التجارية والعسكرية، إلا أن الأكيد بأن روسيا ستقف في وجه الغطرسة الإسرائيلية، التي تحاول فرض إملاءاتها لكسب نقاط لها على حساب الدولة السورية.

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا