عن موقع ارام برس الاخبارية
بقلم د. اسامة اسماعيل
مع بدء اجراءات الكونغرس الامريكي محاكمة ترامب حذر خبراء من تدهور صحة ترامب العقلية، بسبب إجراءات عزله التي يقودها الديمقراطيون داعين اللجنة القضائية بمجلس النواب إلى الأخذ بعين الاعتبار الحالة العقلية الخطيرة لترامب. ونقل عن مجموعة من الخبراء والأطباء الأمريكيين قولهم في بيان موجه للجنة: “نتكلم في هذا الوقت بالذات لأننا مقتنعون بأنه، ومع اقتراب وقت عزله المحتمل، دونالد ترامب مرشح بشكل كبير لأن يصبح أكثر خطراً، وأن يشكل تهديداً لأمن بلدنا”.محذرين من نتائج وخيمة نتيجة “عدم القدرة على فهم الجوانب النفسية لعزل الرئيس”.مناشدين الكونغرس بأن يأخذ مؤشرات الخطر هذه على محمل الجد، بغية الحد من”نزوات ترامب التدميرية”!
لكن وكما هو مخطط من قبل البيت الأبيض ، قامت أجهزة المخابرات الاميركية بتزويد صحيفة نيويورك تايمز بتقارير سرية ( لم ينشر عنها شيء في السابق ) ، تتعلق بمصادرة البحرية الاميركية في بحر العرب شحنة من أجزاء من صاروخ جديد ايراني الصنع مرسلة لليمن .
لم تأت طهران من قبل على ذكر أي معلومة حول هذا الحادث الذي قامت به البحرية الاميركية في بحر العرب، ولم تعلن الولايات المتحدة عنه بل أبقته للاستخدام عندما تريد وهاهي تسربه لصحيفة نيويورك تايمز .
وقد لمس المتتبعون لتفاصيل مايدور في تلك الجبهة نشاطا مكثفا استثنائيا في ميدان الاعلام الموجه والمضلل والمهدد، فرفع درجة الحرارة في الميدان الاعلامي هو مواز لرفع درجة الحرارة في ميدان القتال ، وتم التركيز على مايلي :
1- الايحاء بأن اليمن قد تسلم فعلا هذه الصواريخ الخطيرة ، والتي قد تهدد أمن الملاحة والتجارة الدولية ودول الجوار .
2- أن ايران أدخلت سرا للعراق صواريخ قادرة على اصابة القدس ان هي أطلقت من أماكن معينة في العراق ، وألمحت الصحيفة الى أن هذا تهديد لأمن الولايات المتحدة بشكل مباشر .
3- وتبعا للنيويورك تايمز قامت محطات تلفزيونية ببث برامج مطولة ومصورة حول هذه الصواريخ الايرانية، وركزت بشكل خاص على فيلق القدس قائده قاسم سليماني قائد, ويتضح من هذا التركيز أن مايهم الادارة الاميركية كأولوية, هو العراق فهذا مكمن الخطر على، وعلى وجودها العسكري في منابع النفط العراقي شمالا وجنوبا وهذا يفسر زيارة المسؤولين الاميركيين لكردستان، وشحن الأسلحة والذخائر من كيان الاحتلال الاسرائيلي لكردستان مباشرة ، وهذا أيضا مايفسر محاولة جر الاحتجاجات الشعبية لتظهرها وكأنها ضد الوجودالايراني وضد الحشد بينما هي ضد الوجود الاحتلالي الاميركي ودستور بريمر .
وخلصت البرامج التلفزيونية الموجهة والمبرمجة الى التركيز على ما أسمته ” منافذ ايران ” ، في المنطقة وضرورة اعتبارها خطرا مباشرا لابد من ازالته !! ، المنافذ التي ركزت عليها الادارة الاميركية هي : الحشد الشعبي في العراق ، وحزب الله في لبنان وسوريا، وأنصار الله في اليمن ، وتحاول الادارة الاميركية أن تبث نوعا من الوضوح حول تحركاتها باستخدام الاعلام وبث تصريحات تتضمن مواقف متعارضة ومتناقضة فمثلا : صرح ترامب ضمن هذا التصعيد انه سيرسل 14 الف جندي اميركي للشرق الأوسط ، ولم تلبث وزارة الدفاع طويلا بل أعلنت في اليوم التالي أن الوزارة لن ترسل جنودا للشرق الأوسط، وقام ترامب باصدار تغريدة يقول فيها انه تم سحب كل القوات من سوريا، ولم تبق سوى قوة لحماية آبار النفط “وكأنه نفط أبيه “, كذلك لحقت اوروبا بواشنطن بعد انتهاء قمة الناتو باصدار بيان حول البرنامج الصاروخي الايراني رفضته طهران، اوروبا والتي يبدو انها تنتظر ان ترفع ايران من نسبة تخصيب اليوروانيوم لمستوى اعلى كي تطالب بتطبيق عقوبات على ايران , التي أصرت على الاستمرار ببرنامجها الصاروخي وأنها ملتزمة باتفاق ايران النووي وطالبت اوروبا بالالتزام به، بينما صرح وزير الخارجية الروسي لافروف “ان الناتو يسعى للهيمنة على العالم بما فيه الشرق الاوسط وان لدى روسيا القدرة غلى الدفاع وافشال المخطط الأمريكي بالشرق الاوسط, كل هذا تم في ظل حديث روحاني عن استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن ان هي ألغت العقوبات واعلان طهران عن رسائل سرية وجهت من واشنطن لطهران حول التفاوض .
وقام العمانيون بزيارة لطهران ضمن اطار وساطتهم بين طهران وواشنطن، وأعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها روحاني لليابان ” الوسيط الرسمي “، هنالك تسخين اعلامي وحوادث احتكاكية لكن هنالك حيوية جديدة في بحث وسيلة لبدء مفاوضات بين طهران وواشنطن، ولذلك لايتوقع ارتفاع حرارة الميدان بين ايران وواشنطن بشكل مباشر .
البديل الاميركي واضح وسبق أن كتبنا عنه ( لكنه يأخذ شكله العملي بتسارع كبير ) ، حددت ” المنافذ ” ، من قبل واشنطن والبحث يدور حول كيفية ضرب هذه المنافذ :
1- العراق- ضرب الحشد
2- لبنان وسوريا ضرب حزب الله .
3- اليمن باسكات أنصار الله .
بالنسبة للتنفيذ, فقد ألقيت مسؤوليته على العدو الاسرائيلي وحلفاء اميركا ، وتلعب الامارات والسعودية ودول خليجية دورها الكبير في تمويل جرف الاحتجاجات الشعبية عن أهدافها، واستخدامها ضد محور المقاومة كما تدفع هذه الدول ثمن السلاح المرسل لكردستان، والعشائر في منطقة الجزيرة بسوريا ، ومحور العمالة في لبنان .
لن نضيف أكثر ، فالعدو الاسرائيلي سيلجأ للاغتيال والتفجير وسيقوم باستخدام عملاءه وارسال رجال متخصصين في ظل حكم نتنياهو الفردي الدكتاتوري، نقول مرة اخرى انها فرصة الصاع يرد بعشرة صواريخ ونقل الدفاع الى هجوم دفاعي وسيشل كيان الاحتلال الاسرائيلي من الداخل .
على محور المقاومة أن يفكر بالمعركة هنا في فلسطين المحتلة لأنها هي التي تؤثرعلى مايجري في الخليج وليس العكس، لن ترد اميركا وحلفاؤها على هجوم دفاعي في فلسطين بضرب ايران …. ستنهار أنظمة ، وينكشف عملاء ، وستنتصر المقاومة .
وأخيرا : نحذر للمرة الألف من خطط اغتيال أصبحت قيد التنفيذ، وقد أرسل العدو الاسرائيلي طواقمه التي يحمل أفرادها جوازات سفر اوروبية وتضم أفرادا محليين في طهران وبيروت ودمشق والعراق .