الاستاذ كاظم الحاج
الباغوز :- قرية – تنقسم الى الباغوز الفوقاني و التحتاني – تابعة الى ناحية سوسة في قضاء البو كمال التابع لمحافظة دير الزور، تقع على ضفة الفرات الشرقية وهي قريبة جدا من الحدود العراقية .
اسباب المعركة …
الدواعش في الباغوز في شقيها متواجدون منذ عام 2015 ومنذ ذلك الوقت الى الشهر التاسع من عام 2018 لم يكن هناك أي مواجهة حقيقية بينها وبين قوات سورية الديمقراطية.
عندما اعلن الرئيس الامريكي ترامب انه سيسحب قواته من سورية ، انسحبت قسد الى اطراف الباغوز التحتاني وبالأحرى من كامل ناحية سوسة مما اتحاح لداعش التمدد في مساحات اوسع وسيطرة على بلدات اكثر، بالمقابل ايضا كانت هناك تصريحات لتركيا بشن هجوم على الاكراد واقامة منطقة امنة، ونتيجة الرفض الداخلي الامريكي مع رفض بعض الدول الاوربية وخصوصا فرنسا لسحب امريكا قواتها، تراجع ترامب تحت ادعاء انه لن يترك حلفائه لمطامع داعش وتركيا، وكنتيجة لذلك بدأت في الشهر التاسع من العام الماضي قوات سورية الديمقراطية عدة هجمات على مناطق تواجد الدواعش في الباغوز، والغريب ان الدواعش بدأوا يسلمون انفسهم الى قسد مما يعني الى القوات الامريكية التي عملت على نقلهم بثلاث اتجاهات الاول الى الاراضي العراقية والثاني الى بادية دير الزور والثالثة الى ادلب عن طريق كوباني.
تصريحات ترامب المتناقضة كشفت حجم المجاميع الارهابية الكبيرة في المنطقة التي تحتلها هي وقسد.
– القضاء على الدواعش محسوم بشكل نهائي فهم محاصرون من الشمال بقسد ومن الغرب و الجنوب بالجيش العربي السوري وحلفائه ومن الشرق القوات العراقية لكن المعركة كانت مبرر لنقل الدواعش من مناطق سيطرة قوات قسد الى مناطق اخرى في سورية والعراق.
– المعركة كانت مبرر لنهب وسرقة الاموال والذهب العراقي من قبل القوات الامريكية حيث يقدر ما استولت عليه بــ 200 مليون دولار وما لا يقل عن 50 طن من الذهب الذي سرقه الدواعش من محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين .
– قبل واثناء المعركة طالبت سورية وروسيا بأخلاء مخيم الركبان من اجل عدم استخدامه كمكان ثاني لنقل وتجميع الدواعش وجمعهم مع النازحين من مناطق المعارك، لكن القوات الامريكية رفضت ذلك ويرجح ان تكون قد نقلت مجاميع كبيرة من دواعش الباغوز الى الركبان تمهيدا لا طلاقهم لاحقا مع النازحين، فضلا عن تهريب مجاميع ارهابية اخرى، الى البادية ومحافظات اخرى للضغط على الحكومة السورية وكذلك احراج روسيا في اعلان نصرها على الدواعش.
– المعركة اتت بالتزامن مع تحركات روسية سورية ضد ادلب وهي تأتي في اطار ترسيخ مناطق النفوذ لأمريكا في شرق الفرات الغنية بالنفط كما انها استخدمت من قبل الامريكان للتمويه والمناورة في نقل ابو بكر البغدادي وابعاده عن الاستخبارات العراقية الروسية السورية وهذا ما كشفته صحيفة يني شفق التركية الاسبوع الماضي.
– المعركة تأتي في اطار اعطاء صورة على ان امريكا وما يسمى بالتحالف الدولي هم فعلا يحاربون داعش وانهم هم من يحققون الانتصارات عليه، كما انها لكسب الاكراد بشكل كامل في ظل وجود قنوات اتصال بينهم وبين الحكومة السورية، وبالتالي عدم عودة سيطرة الدولة على كامل الارض السورية من خلال اعطاء حكم ذاتي ولو في مناطق محدد وخصوصا تلك التي تقع ضمن خط الطول 40 وصوولا للحدود العراقية.
هدف المعركة الحقيقي …
المبعوث الأممي الجديد الى سورية غير بيدرسون، لا يستبعد ان تظهر مجاميع ارهابية اخرى في مناطق متعددة في سورية أو في المناطق الغربية من العراق، وهذا ما اشارت الية قسد في بيانها الاخير بقولها ان الدافع الرئيسي لشن الهجوم هو الفشل في التوصل لاتفاق بينهم وبين، داعش بمنح الارهابين ممرا امنا الى البادية السورية، بينما بُعيد الهجوم ظهرت في البادية السوري مجاميع ارهابية بما لا يقل عن 1000 ارهابي اطلقت على نفسها « شبح الصحراء»، وكذلك اطلقت قسد 283 داعيا بمبادرة من شيوخ العشائر التابعين لمجلس الرقة المدني.
وبوساطة امريكية تم ادخال مالا يقل عن 2000 داعش للعراق وتم تسليمهم للحكومة العراقية، فضلا عن وجود المئات منهم في صحراء الانبار وتحت سيطرة القوات الامريكية كما اكد ذلك اعضاء في مجلس محافظة الانبار، كما ان المعلومات الاستخبارية العراقية تفيد ان هذه المجاميع والتي تتواجد في غرب الانبار ايضا تطلق على نفسها « شبح الصحراء».
من هنا نجد ان الهدف الحقيقي لمعركة الباغوز ليس القضاء على داعش وانما احتوائها في مناطق محددة داخل سورية والعراق واعادة تدويرها بمسميات اخرى كشبح الصحراء او غيرها ، وبالتالي اعطاء المبرر لبقاء القوات الاجنبية المحتلة في البلدين، فضلا عن استخدام هذه المجاميع الارهابية النشطة منها او النائمة او التي هي قيد التدريب كورقة ضغط بكافة الصعد والاتجاهات لتحقيق اهداف امريكا التي اعلنها ترامب مرار وتكرار.