الاستاذ صباح العكيلي
الاتفاقية سميت بالقانون رقم 52 لسنة 2008 والتي وقع عليها هوشير زيباري وزير خارجية العراق ورايان كروكر السفير الامريكي في العراق وهي اتفاقية الاطار الاستراتيجي لعلاقة صداقة وتعاون بين العراق والولايات الامريكية وتم نشر المصادقة في جريدة الوقائع الرسمية بالرقم 4102 في 2008 .
هذه الاتفاقية تضمنت التزامات كبيرة وكثيرة في كل المجالات على الولايات المتحدة الامريكية وقد وردت على شكل اقسام التي شملت كل المستويات والتي من ابرزها التعاون السياسي والدبلوماسي والامني والاقتصادي .
سريان هذه الاتفاقية دون الاتفاق في تحديد مده لتلك الاتفاقية او اعادة تقييمها ومطابقتها مع الواقع واعادة تقييم بنودها كلا على حدا .
في قراءة مختصرة في الاتفاق الاطار الاستراتيجي الطويل الامد لعلاقة صداقة وتعاون
1 – هي علاقة طويلة الامد في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية
2 – علاقة صداقة وتعاون واحترام متبادل ضمن المعايير المعترف بها في القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
3 رفض استخدام العنف في تسوية الخلافات .
4- عدم استخدام اراضي ومياه واجواء العراق منطلقا او ممرا لشن هجمات على بلدان اخرى .
5 – ان لا تطلب او تسعى لان يكون لها قواعد دائمة او وجود عسكري دائم في العراق .
6- للطرفين الحق في انهاء العمل بهذه الاتفاقية واخطار الطرف الاخر خطيا .
7- جواز تعديل هذه الاتفاقية بموافقة الطرفين خطيا ووقف الاجراءات الدستورية النافذة في البلدين .
هل اخلت واشنطن بجميع بنود وشروط هذه الاتفاقية ضمن المعطيات على الساحة الامنية ومسؤولية واشنطن حيال العراق وهجوم المجاميع الارهابية منذ 2014 على محافظات الموصل والانبار وصلاح الدين والتي كان تلتزم موقف المتفرج اثناء وبعد سقوط تلك المحافظات بيد داعش بالرغم من ان الاتفاقية سارية المفعول وبقاء العراق ملتزما بها .
بالاضافة الى تدخل واشنطن من خلال السفير الامريكي او مبعوث الرئيس الامريكي بالضغط على اطراف سياسية من اجل فرض هيمنتها على المشهد السياسي في العراق للحفاظ على مصالحها ودعم جهات سياسية داعمة لتواجد امريكي على الاراضي العراقية وفتح الابواب اوسع امام تدخلاتها وهذا خرق لاحد البنود في عدم التدخل بالشؤون الداخلية .
ان الاتفاقية لم تكن الا حبرا على ورق وان واشنطن لم تلتزم بحماية حدود العراق وابقت الحدود مفتوحة لدخول داعش واغلب المجاميع الارهابية والتي وفرت البيئة المناسبة لدخولهم ومساعدتهم .
لم تلتزم واشنطن بتعهداتها في تجهيز القوات الامنية بالسلاح والعتاد بعد ان كان بامس الحاجة لها في مواجهة التهديدات الامنية بالاضافة لعدم دعم القوات الامنية بالمعلومات عن اماكن المجاميع الارهابية وحركتها ,واشنطن لم تدعم العملية الديقراطية في العراق بل كان دور في فرض نظرية المحاصصة الطائفية التي كان لها دور كبير في فشل الحكومات المتوالية والتي كانت السبب الرئيسي .
هل يستطيع العراق الخروج من الاتفاقية :-
هذه الاتفاقية كبلت العراق كثيرا وجعلته يرزح تحت تلك البنود التي تضمنتها والتي كانت من اهمها قضية السيادة والاجواء والتسليح والتجهيز والتدريب والعتاد .
لم تعطي للعراق فرصة لتنويع مصادر اسلحته من مناشيء او دول لتعزيز قدراته وتطوير مؤسسته العسكرية .
يعول الجانب الامريكي على الاتفاقية لارغام العراق بقبول تواجد امريكي في المنطقة من خلال قواعد امريكية دائمة وزيادة عديد جنوده الذي وصل الى اكثر من 8400 الف جندي امريكي مع تحكم القوات الامريكية بتلك القواعد ودون اشراف القوات الامنية عليها وهو خلال الاتفاق ضمن الاطار الاستراتيجي .
هذه الاتفاقية تعتبر المعول الذي تسبب في تدمير العراق سياسيا وامنيا وسياسيا واجتماعيا .
من خلال الاطلاع على بنود الاتفاقية ومخرجاتها ان الولايات المتحدة لم تلتزم بابسط بنودها وان هذه الاتفاقية اصبحت عبئا على الدولة العراقية و للصلحة الوطنية والمطالب الشعبية تحتم الحاجة الماسة في انهاء تلك الاتفاقية من اجل ان يكون العراق مستقلا بارادته ومحافظا على سيادته على كامل ارضه وللخروج من الوصاية الامريكية وهيمنتها التي تريد العراق ان يكون جسرا لتحقيق مصالحها .
وحسب بنود الاتفاقية للعراق الحق في المطالبة بالخروج من الاتفاقية من اجل ان يعود العراق بكامل استقلاليته على كامل ارضه وسمائه .