سيناريوهات الحرب على اليمن بين استمرار الهجوم على الحديدة من جهة والضغط الدولي لانهائها.

1046

الاستاذ حسين الكناني

قد تكون معركة الحديدة المعركة الاخيرة ، في حرب اليمن ، بعد ان جرب التحالف العربي ، بقيادة يهودية ، كل الوسائل ، التي قدمتها له امريكا ، من المعدات العسكرية ، وكذلك الدعم الوجستي ، والاستخباري ، من اجل السيطرة على هذا البلد الفقير بكل المقاييس المادية ، والغني بالمعنويات الجهادية والروح القتالية العالية ، لم تستطيع هذه القوات ان تحقق اي نصر يذكر في الميدان ، الا اللهم في وسائل الاعلام ، والتي لم تستطع ان توثقها بصورة واضحة المعالم ، لقد استنزفت السعودية كل مدخراتها ، من المال والعتاد، والسلاح ، السلاح الذي أنفقت عليه المليارات من الدولارات ، امريكا وغيرها من الدول الأوربية ، شرقية وغربية ، وبعد أن وصلت هذه الحرب الى طريق مسدود ، وجرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الشعب اليمني ، لايمكن السكوت عنها امام الراي العام والمجتمع الدولي ، وكذلك الجرائم الإنسانية ، من تجويع وحصار واستهداف المراكز الصحية والخدمية من اجل كسر إرادة هذا الشعب الصابر .
ان الوجوه المحتملة التي يمكن ان نتصورها بعد معركة الحديدة ، والأسباب التي قد تدفع بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ، كلها تجري لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية وأنصار الله .
أما الأسباب فهي:-
اولا – عدم تحقق اي هدف من الأهداف التي إعلنتها السعودية في بداية الحرب .
ثانيا – حجم التكلفة الباهضة للحرب ، التي أرهقت السعودية بشكل مباشر حيث بلغت المليارات من الدولارات .
ثالثا – جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان ، لايمكن السكوت عليها امام المجتمع الدولي .
رابعا – قضية مقتل الصحفي السعودي في تركيا ، وتداعياتها على السعودية .
قد تكون هناك أسباب اخرى ولكن هذه ابرزها .
قد تحاول السعودية وأمريكا ان تحقق إنجازات سياسية ، لم تستطيع من تحقيقها عسكريا ، لكن هذا امر ليس بأمر يمكن ان يتحقق لها ،
ان احتمال التوصل الى حل سياسي اصبح اكثر قوة مما سبق وأصبحت الكثير من المرجحات له كما ذكرنا ، من الأسباب ،
الوجه الاو ل هو ان تحاول السعودية للحصول على مكتسبات من هذه المحادثات ، وتفرض شروط لها ، كما حصل في المحادثات السابقة ، وبالتالي سوف تفشل فيما لو اصرت على شروطها .
اعتقد ان الامر سوف يكون في البداية بهذا الطريقة ، ولكن الضغط الدولي سيكون حاضرا هذه المرة اكثر من السابق . لوجود رغبة دولية بذلك .
الوجه الاول :-ان التشكيك بالنوايا الامريكية ، كونها هي اكبر الداعمين لهذه الحرب وبالتالي لايمكن الوثوق بها ، وهذا ما حذرت منه أنصار الله المبعوث الأممي من عدم الجدية والمصداقية في إنهاء هذه الحرب المدمرة .
الوجه الثاني:- هو ان تجري المحادثات بشكل إيجابي الانصار الله ، خصوصا وأنهم ذكروا بعض فقرات الحوار ، التي تتعلق بشكل الحكومة التوافقية وإجراء انتخابات لحكومة مؤقتة ، وكذلك الانفتاح على أنصار الله بشكل مختلف ، في الواشنطن بوست . وايضاً احتمالية فرض عقوبات على السعودية هو مقترح قدمه بعض النواب في الكونكرس .
الوجه الثالث :-هو فشل المحادثات ، والعودة مرة اخرى للحرب وهو امر اعتقد ابعد الاحتمالات المتقدمة ، والأسباب قد تكون داخلية وخارجية ، با لنسبة للسعودية من اجل إنهاء الحرب على أساس لا غالب ولا مغلوب .
الخلاصة :-
اقول ان احتمال إنهاء الحرب في هذه المحادثات احتمال كبير جدا مع وجود المتغيرات التي شهدتها المنطقة اخيرا من حيث صمود محور المقاومة في اليمن وفلسطين وايضاً دعوة الجمهورية للعب دورا محوريا ومهما من اجل إنهاء الحرب.

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا