روسيا واسرائيل .. مساكنة بالاكراه

1119

غسان الاستانبولي – قناة الميادين

هذه العوامل وغيّرها تجعل من العلاقة الروسيّة الإسرائيليّة علاقة مساكنة بالإكراه، إلى أن تتغير الظروف التي قد تغيّر هذه العلاقة.هذه العوامل وغيّرها تجعل من العلاقة الروسيّة الإسرائيليّة علاقة مساكنة بالإكراه، إلى أن تتغير الظروف التي قد تغيّر هذه العلاقة.

في الحرب التي تُشنّ على سوريا استطاعت روسيا أن تكون طرفاً وحكماً في الوقت ذاته، وخاصّة في ما يتعلق بدور إسرائيل في هذه الحرب وفي هواجسها من النصر السوري، ولذلك نرى أن الجمهور المتابع وحتى بعض المحلّلين السياسيين ينقسمون في تصنيف العلاقة الروسية الإسرائيلية إلى ثلاثة آراء:

الرأي الأول يرى أنّ العلاقة جيّدة ومتينة ويصعب الرهان على قطعها.

الرأي الثاني يرى أنهما عدوان ويمكن أن يتواجها في أيّة لحظة، وخاصة في ظلّ تواجدهما كطرفين متناقضين في هذه الحرب.

أمّا الرأي الثالث وهو الأكبر فيرى أن هذه العلاقة تحمل من الخصومة أكثر بكثير ممّا تحمله من الصداقة.

هنا نستطيع أن نرى بأنّ الرأيين الأول والثاني يستندان إلى آمال ورغبات ونظرة قريبة المدى تتعلق بتدخّل كلّ من روسيا وإسرائيل في الحرب السورية، أمّا أصحاب الرأي الثالث فيستندون إلى مقارنة بعيدة المدى لما يجمع الطرفين ويفرّقهما، ولو حاولنا البحث في تلك النقاط سنجد أن ما يجمعهما هو:

المواطنون الروس من اليهود والذين يُقدّر معهد “بيو” بأنّ تعدادهم وصل إلى 176 ألفاً في عام 2016، بعدما كان يقارب 228 ألفاً عام 2006 وهذا النزيف يُقلق المسؤولين الروس وخاصّة أنّ معظم من هاجروا هم من أصحاب الكفاءات ومن أصحاب رؤوس الأموال. لذلك تلجأ روسيا إلى عدم استفزاز إسرائيل القادرة على زيادة معدّل هذه الهجرة.

اليهود الروس الذين هاجروا إلى إسرائيل ومازالوا يحملون الجنسية الروسية، والذين يصل تعدادهم إلى 13% من عدد سكان إسرائيل بحسب قسم الدراسات في دار الجليل.

روسيا وبحكم ثقافتها في احترام قوانين الأمم المتحدة واحترام سيادة واستقلال الدول، تنظر إلى إسرائيل كدولة مستقلّة ولا يجوز التدخّل في شؤونها.
أمّا ما يفرقهما فهو الكثير، وسنحاول اختصاره بما يلي:

بالرغم من أنّ روسيا تنظر إلى إسرائيل كدولة مستقلة ولكنّها لا تستطيع أن تُغفل بأنّها قاعدة أميركيّة متقدمة، وبالتالي فإنّ العلاقات الروسية مع إسرائيل مرهونة بالعلاقة بين موسكو وواشنطن، تلك العلاقة التي بدأت طلائع الحرب الباردة تصل إليها.

القناعة الروسية الراسخة بأنّ إسرائيل وبطلب ودعم أميركيّين تعمل على التوسّع في المنطقة كما تعمل لوقف تمدّد النفوذ الروسي وضرب المصالح الروسية.

التاريخ الروسي الحافل بممارسات الصهيونية السلبية في الحياة الروسيّة منذ زمن الثورة البلشفيّة وحتى وقتنا هذا، مروراً بدورهم الفاعل في تفكيك الاتحاد السوفياتي وذلك بالتعاون مع المنظمات الماسونية. ويكفي هنا أنّ نتذكّر دور منظمة “برنت” الماسونية التي عملت مع منظمات أخرى على تسريع هذا التفكّك.

الدور الذي لعبته إسرائيل بعد تفكّك الاتحاد السوفياتي والذي تركّز على نهب الثروات ورؤوس الأموال الروسية ونقلها إلى الخارج.

تنظيم الهجرة المليونيّة للمواطنين اليهود الروس باتجاه “إسرائيل” التي بدأت عام 1989 من خلال الضغط الإسرائيلي الأميركي على حكومة الرئيس “ميخائيل غورباتشوف”. وكان معظم هؤلاء المهاجرين من أصحاب الشهادات والثروات. وهذا ما تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق “شمعون بيريز” في كتابه “المليون الذي غيّر الشرق الأوسط” حيث يقول: لولا هذه الهجرة لكنّا في وضع ميؤوس منه.

قدرة اللوبي الصهيوني على العبث في الجوار الروسي كما في جمهوريات أبخازيا وأوسيتا وجورجيا وأوكرانيا. ويظهر هذا في استغلال قضية شبه جزيرة القرم التي تعدها إسرائيل حقاً لها بموجب اعتراف قادة الثورة البلشفيّة.

الموقف الروسيّ القويّ والداعم للقضايا العادلة وخاصة القضيّة الفلسطينيّة وحقّ الفلسطينيين بدولة مستقلّة.

الدعم الروسيّ القويّ للدولة السوريّة والذي ساعدها على الصمود والانتصار بعكس الرغبة الإسرائيليّة.

وخلاصة القول إن الروس لا يتطلّعون إلى اليوم الذي يرون به إسرائيل زائلة عن الخارطة، ولكنّهم يعملون لمنع تمدّدها في المنطقة وسيكونون سعداء لو استطاعوا أن يلعبوا دوراً في سلام عربي إسرائيلي، وذلك لثلاثة أسباب رئيسة:

الثقافة الروسيّة التي تحترم استقلاليّة الدول تعترف بإسرائيل كدولة باعتبارها عضواً في الأمم المتحدة.

الهدوء والسلام في المنطقة هما رغبة روسيّة لحفظ مصالحها ونفوذها بلا أيّة مضايقات.

السلام يقلّل من النظرة السلبيّة تجاه روسيا من قِبَل يهود العالم وخاصّة الروس منهم.

كلّ هذه العوامل وغيّرها تجعل من العلاقة الروسيّة الإسرائيليّة علاقة مساكنة بالإكراه، إلى أن تتغير الظروف التي قد تغيّر هذه العلاقة

اترك تعليق

قم باضافة تعليق
الرجاء ادخال اسمك هنا