كل المؤشرات والتقديرات العسكرية والسياسية، توحي بأن معركة الجنوب السوري باتت على الأبواب، سواء أكانت تلك المعركة عسكرية أم تسوية سياسية شاملة، تمهد الطريق أمام انتشار الجيش السوري على كامل الحدود الجنوبية.
الخطوط الغربية الحمراء بوصول الجيش السوري إلى الجنوب، وتحديداً إلى الحدود مع الأراضي المحتلة، لم تعد اليوم حاجزاً أمام الدولة السورية، التي تجد نفسها بعد الانتصارات التي تحققت أخيراً، أمام معركة استراتيجية جديدة، وهو ما سيكون عبر تأمين الحدود مع الأردن والأراضي المحتلة، لما لها من أهمية على كبيرة بمختلف الاتجاهات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
حتمية المعركة وحتمية انتصار الجيش السوري في المعركة المقبلة، دفع بـ “إسرائيل” لمحاولة استثمار انتصار وهمي، عبر رفضها وجود أي قوات إيرانية أو قوات لحزب الله في الجنوب السوري، أي أن تل أبيب تريد القول ” نحن انتصرنا بعدم وصول إيران إلى حدودنا”، لكن وببساطة شديدة ماذا يعني وصول الجيش السوري إلى الجنوب السوري؟
أليس الجواب واضحاً كعين الشمس بأن المحور كاملاً بات في الجنوب، ورأس حربته الأول هو الجيش السوري؟.
حراك سياسي ودبلوماسي مكثف تشهده الساحة الدولية، ولقاءات مكثفة بين الأطراف الدولية المختلفة، وتحديداً روسيا وأمريكا والأردن، الدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد في الجنوب، إضافة إلى تصريحات عديدة من المسؤولين “الإسرائيليين”، تحذر من المعركة، بالتوازي مع تسريبات سورية ميدانية عن حشودات عسكرية متزايدة نحو الجنوب.
بالتوازي مع ذلك، وعلى الرغم من المنفعة الاقتصادية الكبرى التي سيحصل عليها الأردن، في حال فتح الحدود مع سوريا، لجهة البضائع التي ستدفق من وإلى سوريا عبر الأراضي الأردنية، فإن المملكة تخشى بدء هذه المعركة، بسبب “نزوح آلاف السوريين من الجنوب إلى أراضيها” حسب قول عدد من المسؤولين الأردنيين في وقت سابق.
المعركة في الجنوب آتية لا محالة، وبعض الأطراف تحاول الحفاظ على مصالحها، وسحب الانتصار نحوها، لكن في النهاية قطار الانتصارات والانجازات التي يحققها الجيش السوري مستمر، من ريف حمص وحماه، إلى الغوطة الشرقية وتأمين محيط العاصمة، ولن ينتهي عند الحدود الجنوبية.