صحيفة الحياة السعودية – لندن
تدرس القوى الكردية المعترضة على نتائج الانتخابات الاتحادية، طلباً أميركياً للتخلي عن خططها لمقاطعة العملية السياسية، بغية «تعزيز الثقل الكردي» في مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فيما بدأت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان استعداداتها لتنظيم انتخابات برلمان الإقليم، وسط دعوات إلى عدم استخدام الصناديق الإلكترونية «تجنباً لتكرار التلاعب في النتائج».
وعمقت نتائج الانتخابات الانقسام القائم بين القوى الكردية، حيث تخوض ثلاثة أحزاب هي: «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني و «الاتحاد الوطني» بقيادة أرملة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، و «الجيل الجديد» برئاسة السياسي الشاب ساشوار عبدالواحد، محادثات منفصلة في بغداد للمشاركة في الحكومة المقبلة، فيما تواصل ستة أحزاب تهديدها بالمقاطعة على ضوء ادعاءات بارتكاب «تلاعب مبرمج في النتائج».
وأجرى مبعوث الرئيس الأميركي إلى «التحالف الدولي» بريت ماكغورك سلسلة لقاءات في السليمانية، استهلّها بعقد باجتماعات منفردة مع قادة في جناحي «حزب الاتحاد» وممثلين عن الأحزاب المعترضة التي تتهم الأخير ونظيره «الديموقراطي» بالوقوف وراء التلاعب في النتائج.
وأفاد نائب رئيس «الاتحاد» كوسرت رسول في بيان، أنه ومكغورك أكدا أن «تعدد الأديان والقوميات في العراق لا يتماشى مع رغبة البعض في تشكيل حكومة غالبية»، وشددا على «ضرورة أن يعمل الأكراد كفريق واحد وبرنامج مشترك لضمانة حقوقهم الدستورية والقومية».
وحض ماكغورك في لقاء منفصل مع القيادي في «الوطني» ملا بختيار على «توحيد الموقف الكردي»، داعياً الأطراف إلى «التوصل على وجه السرعة إلى نتيجة لتشكيل الحكومة الجديدة». وكشف عن رغبة واشنطن في أن «يكون الإقليم قوياً في إطار عراق موحد»، متمنياً أن «تؤدي صيغة الاتفاق بين المكونات لتشكيل الحكومة إلى مواصلة الدعم الأميركي والمجتمع الدولي لهذه الحكومة».
وقال القيادي في «حركة التغيير» المعارضة هوشيار عمر عقب اجتماع ماكغورك بقادة القوى الكردية المعترضة أن «المعترضين أكدوا للموفد الأميركي موقفهم الثابت حيال رفض نتائج العملية الانتخابية، وطالبوه بإعادة الانتخابات في الإقليم، لأن ما حصل يهدد الاستقرار».
بدوره، أبلغ الموفد الأميركي «حركة التغيير» بأنه «سيتابع جدياً ما حصل من تزوير بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة»، مؤكداً دعم بلاده للانتخابات البرلمانية المقبلة في الإقليم نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل.
وحذر وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري (قيادي في حزب بارزاني) من أن «العراق يقف عند مفترق طرق بسبب تداعيات الانتخابات، فإما الفوضى أو الاستقرار». وطالب مفوضية الانتخابات والمنظمة الدولية بـ «العمل على إعادة الثقة في العملية الانتخابية، ومعالجة الشكاوى والطعون».
على صلة، أفاد الناطق باسم مفوضية الانتخابات الكردية شيروان زرار بأنه «تمت المصادقة على موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في الإقليم في الـ30 من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل». وقال: «باشرنا باتخاذ الاستعدادات من خلال التدقيق في سجلات الناخبين».