وكالة العربي اليوم الإخبارية
بعد الاعتداء الإسرائيلي على مطار التيفور العسكري في سوريا من قبل الكيان الإسرائيلي واستشهاد عددا من الجنود السوريين والإيرانيين، أضافت عاملا كبيرا لدى إيران في مواصلة سحق الإرهاب في سوريا وتوثيق التحالفات في المنطقة، دون إغفال تأنيب تل أبيب، مما جعل إسرائيل تربط عوامل كثيرة اعتبرتها مصدر خطر عليها، اللافت فيها أنها تتزامن جميعها في شهر مايو/ أيار، والأمور قد تأخذ منحى لا يرغب به الاحتلال والحلقة بدأت تضيق جدا حول رقبتها.
حول هذه العوامل ودلالات المرحلة المقبلة وتفنيدها تفصيليا، يقول الأستاذ محمد غروي، الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، لـ “وكالة العربي اليوم”:
نهاية المشروع الإسرائيلي
لا شك بأن الإسرائيلي في هذه المرحلة هو في مأزق كبير، لأنّ المرحلة السابقة كان يعوّل على أدواته في المنطقة، سواءً في العراق أو في سوريا تحديدا، من خلال دعم المجموعات المسلحة من تخطيط وإرسال المعلومات، وغير ذلك،
لكن ما جرى حتى في الغوطة مؤخرّاً كان الضربة النهائية للمشروع الإسرائيلي في سوريا، حيث كان يسعى جاهدا كي يدعم هذه المجاميع الإرهابية على تعدد أسماءها، لكي يصل بالنتيجة إلى إضعاف النظام وإضعاف الجيش السوري، وفي النهاية إلى إسقاط النظام، الذي يعتقد هو أنه بإسقاطه يمكن أن يقطع الطريق بين إيران وحزب الله في لبنان، وأيضا بين إيران وفلسطين المحتلة، “حركات المقاومة”.
تعاظم قدرة المقاومة
عندما انتهى هذا المشروع، وبدأ الأمريكي يقول إنّ قواته في المنطقة ليست لديها حاجة في البقاء، بدأ الإسرائيلي يخاف جدّياً من هذا الأمر، وهو يرى أن الإيراني أصبح قويا جدا في سوريا من خلال علاقاته بالنظام السوري من جهة وبالشعب السوري من جهة أخرى، وأيضا الدعم الإيراني المتواصل لحركة المقاومة المتجددة في سوريا، والجميع أصبح يعرف أنّ هناك نواة مقاومة تشكلت في سوريا، وهذا يقلق الإسرائيلي جدا، وأيضا بقاء المستشارين الإيرانيين، ومن يعتقد أن هناك قواعد إيرانية في سوريا، هذا يقلق جدا الإسرائيلي، فهو في هذه المرحلة، ليس قادرا أن يفتح حرب جديدة مباشرة مع سوريا ولا قادر أن يفتح حرب مباشرة مع إيران لأنه ليس لديه حدود وهناك صعوبات كبيرة جدا.
لذلك نرى أنّ الإسرائيلي هو في مأزق ولا يستطيع تحمّل الحالة الموجودة أو ما توصلت إليه الحرب في سوريا من نتائج هي لصالح محور المقاومة، وأيضا هو لا يستطيع أن يترك هذا الانتصار لهؤلاء، بل يريد أن يكسب، وأن يحصد ما كان يزرعه في المنطقة، لذلك يريد أن يتكتك ويدخل المنطقة في مزيد من الحروب، عبر جلوسه جانبا، ويكسب بالنهاية، فالجميع يعلم أن الإسرائيلي هو الكاسب الأول من خلال ما جرى في سوريا، واليوم عندما تبدأ نهاية هذه الحرب والجميع توصل إلى حقيقة ثبات الدولة السورية وموضوع مصير الرئيس الأسد انتهى، هنا أصبح الإسرائيلي يبحث عن أسباب لإطالة أمد الحرب في سوريا، لكي يبقى هو مرتاحا في المنطقة.
حصار إسرائيل
فببقاء الدولة السورية على عكس سقوطها، سيبقى الإسرائيلي محاصرا من ثلاثة جوانب، “الفلسطيني والسوري واللبناني”، وأيضا ما يشغل بال الإسرائيلي هي الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، حيث صرّح الإيرانيون أنها جاهزة لقصف تل أبيب وتدمير البنى التحتية لهذا الكيان، إلى جانب توسع إيران في المنطقة، ونعلم حول التصريح الإيراني الذي قال إنهم موجودين في البحر الأحمر وغرب آسيا، وكل هذه المنطقة، فهذا ما يقلق الإسرائيلي وهو ليس بمقدوره أن يفعل أي شيء سوى هذه العمليات التي أسميها “عمليات غدر” هنا وهناك، سواء بقصف مطار التيفور من هنا أو قصف بعض المواقع العسكرية في سوريا.
وأيضا موضوع اغتيال العالم الفلسطيني كله مرتبط بالقلق الذي يعيشه الاحتلال، من تعاظم قوة المقاومة وقوة جبهة الممانعة في مواجهة إسرائيل، لذلك ليس باستطاعته أن يدخل بحرب واسعة لأنها ستكون تدميرية وهو الخاسر الأكبر، ولا يستطيع من جهة أخرى أن يجلس جانبا ويرى هذه الانتصارات لمحور المقاومة.
شهر مايو/ أيار المفصلي!
لذلك نحن نعلم وهذا كتبته يوم أمس، أنّ شهر مايو/ أيار سيكون حاسما، عدة أمور ستحصل فيه، سواء الانتخابات اللبنانية وما سيتخللها من مشاكل وصراعات داخلية لبنانية، والجميع متخوف من أن لا تجري هذه الانتخابات لأن الطرف الذي يوالي أمريكا والسعودية في لبنان، سيحصل على هزائم انتخابية في المرحلة المقبلة، ما بعد الانتخابات سنعرف تفاصيل هذا الموضوع، الأمر الآخر هو احتمالية أن يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي وهذا أيضا يشكل عامل ضغط، ليس على إسرائيل فحسب إنما على دول المنطقة المتحالفة مع إسرائيل وأمريكا،
والأمر الثالث هو ذكرى النكبة التي يحضّر لها الفلسطينيين من خلال كل مسيرات العودة التي شهدناها في السابق، وستزداد قوة في الأيام والجمعات اللاحقة، وهذا أيضا يقلق الإسرائيلي، أما الأمر الرابع فهو مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وهذا سيجعل أجواء المنطقة حامية جدا.
لذلك نقول ومع مل ما سبق، إن الإسرائيلي هو خاسر ويجب عليه القلق لأن هذه المنطقة تمر بمرحلة جدا صعبة ومفصلية بالنسبة لإسرائيل، وكل ما خططوا له كل السنوات السابقة ومع كل الأموال التي صرفت، والمخططات ذهبت ادراج الرياح وجعلت الإسرائيلي هو الخاسر الأكبر من كل ما جرى.