مؤيد العلي- شبكة الهدف
مع تزايد الصراع على النفوذ العالمي وتسابق التسلح بين الدول الكبرى على امتلاك أسلحة نوعية تضمن لها التفوق جاء الحديث في الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي في بداية عام 2018 عن الهجمات الالكترونيــــــــــــة والكهرومغناطيسية كمجال للتحدي والتنافس .
فما هي الأسلحة الكهرومغناطيسية أو قنبلة النبضة الكهرومغناطيسية ؟
هي عبارة عن سلاح هدفه تعطيل الأجهزة الكهربائية والالكترونية من خلال النبض الكهرومغناطيسي الذي يتداخل مع هذه الأجهزة ومنظومات تشغيلها والتحكم فيها ويسبب تلفها وتوقفها عن العمل.
تعد هذه الأسلحة، الجيل الأخير من القنابل النووية، وهي لاتعتمد على التفاعل الكيميائي بل تعتمد على موجات كهرومغناطيسية تنطلق من مولد رأس نووي
لذلك فان الدول التي تمتلك التقنية النووية يمكنها امتلاك هذا النوع من الأسلحة.
لكنها تختلف عن القنبلة النووية فهي لا تؤثر على البشر بشكل مباشر وهي ميزة غير موجودة في الأسلحة التقليدية أو النووية ,كما إن تأثيرها على البيئة اقل ويمكن التحكم في مدى تأثيرها .
هذه الأسلحة يمكن إطلاقها بواسطة الطائرات او صواريخ كروز وغيرهــــــــــــا أو الأقمار الصناعية , لتحدث توقفا تاما في قدرات العدو العسكريــــــــــــــــــــة و الاقتصـــــادية والصناعية والسياسية مع خسائر قليلة في الأرواح البشرية ,
اذ ان معظم الدول تعتمد في بناء مؤسساتها المختلفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
(سياسية اقتصادية.صناعية.مصرفية. عسكرية،……وغيرها) على أساس التطور الحاصل في أنظمة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتضمن المرونة والفاعلية والدقة والسرعة في عمل مؤسساتها.
لكن الأجهزة المستخدمة في أنظمة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تكون مصنعة من مكونات الكترونية من أشباه الموصلات عالية الكثافة وهو ما يجعلهــــــــــــــــا ضعيفـــــة أمام أسلحة النبضة الكهرومغناطيسية المصممة خصيصا لتدمير هـــــذه المكونات .
استخدام هذه النوع من الأسلحة في ارض معركة ما يسبب توقف تدفق المعلومات بين القطعات العسكرية والقيادة ويجعل الرادارات غير قادرة على تحديد الأهداف المعادية أو معالجتها من خلال أطلاق الصواريخ لان شاشات الرادارات سوف تتوقف عن العمل ومنظومة الإنذار و إطلاق الصواريخ أيضا ,إما بالنسبة للدبابات والدروع فتصبح كومة حديد لافائدة منها لان الطيف الكهرومغناطيسي الناتج عن القنبلة الكهرومغناطيسية يتلف أجهزة اتصالها وشاشاتها ومنظومة الإطلاق فيها
وكذلك إذا ما استخدمت هذه الأسلحة ضد منشاة صناعية فستوقفها عن العمل والإنتاج, ونفس الحال إذا استخدمت ضد محطة كهربائية او محطة تصفية مياه
أو القطاع المصرفي أو وسائل البث والاتصالات أو غيرها.
لذلك هذه الأسلحة تعتبر تهديد حقيقي للحضارة الإنسانية الحديثة .
كيفية الوقاية من هذه الأسلحة؟
التحصين والحماية من القنبلة الكهرومغناطيسية ليست سهلة وكلفتها عالية جدا
وقد تكون غير مجدية وتحتاج إلى تطبيق صارم للإجراءات المتخذة.
والإجراء الأكثر فاعلية هو قبل استخدام هذه الأسلحة من خلال قصف وتدمير هذه الأسلحة ومنصات إطلاقها (وهذا يحتاج إلى معلومات استخبارية دقيقة) .
من الدول التي تمتلك هذا النوع من الاسلحة؟
حسب المعلومات المتوفرة فأن الدول التي تمتلك هذه الاسلحه هي:-
1-الولايات المتحدة الامريكية.
2- روسيا
3- اسرائيل
4- في عام 2004 تسربت مخططات هذا السلاح التي تعتبر من الإسرار العسكرية .إلى كوريا الشمالية التي عملت على امتلاكه وتطويره لذا تخشى الولايات المتحدة الأمريكية حاليا من ان توجه لها كوريا الشمالية ضربة بهذا النوع من الأسلحة بواسطة القمر الصناعي الكوري الشمالي الواقع في مدار قريب جدا من الولايات المتحدة الأمريكية .
