المراقب العراقي
دعمت السعودية الارهاب في العراق منذ التغيير الى دخول العصابات الاجرامية “داعش” الى الموصل، إذ مارست الرياض دوراً تخريبياً واضحاً عبر تغذية الجماعات الاجرامية، كالقاعدة وعصابات داعش الاجرامية، وعلى الرغم من امتلاك الادارة الأمريكية وثائق تثبت تورّط الرياض في تغذية الارهاب إلا ان واشنطن تستخدم تلك الوثائق كورقة ضغط للحصول على المال، وتحول دون تفعيلها، إلا ان بعض المسؤولين الامريكان يدلون بين الحين والآخر، بتصريحات تثبت تورّط الرياض بدعم الارهاب في العراق والمنطقة.
حيث أكد السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنّ الدعم السعودي ساهم كثيراً في ولادة داعش ، ويثبت ذلك الاعتراف بأن ما خلفته تلك الجماعات من دمار في العراق وسوريا واليمن وليبيا، جاء بدعم سعودي، إلا ان واشنطن غضت الطرف عن تلك الجرائم.
ولم يحرّك العراق اية دعوى ضد السعودية بتهمة تدمير البلاد جراء دعمهم للعصابات الاجرامية، على الرغم من توفّر الأدلة التي تثبت تورّط آل سعود في جرائم الابادة بحق المدنيين.
مختصون يعزون ذلك الى المجاملات السياسية والنفعية، التي منعت من تقديم شكوى ضد الرياض، كما ان هناك ضغوطاً أمريكية تمنع ادانة السعودية أمام مجلس الأمن، كونها دفعت مئات المليارات من الدولارات لواشنطن من أجل عدم تحريك الدعاوى ضدها .
وبعد مجيء محمد بن سلمان لولاية العهد مارست السعودية الحرب الناعمة مع العراق من خلال الوعود بعشرات المليارات كاستثمارات، ما أثار «شهية» بعض السياسيين الذين تناسوا دماء الشهداء ليلهثوا وراء تلك الأموال.
المحلل السياسي محمود الهاشمي يرى في اتصال مع (المراقب العراقي) ان اعترافات السفير الأمريكي السابق بشأن دعم السعودية لعصابات داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الارهابية وضعت النقاط على الحروف ، لافتاً الى ان المخزي في الأمر السكوت الأمريكي على تلك الجرائم، موضحا بان السعودية دعمت الارهاب ليس مادياً وإنما سخّرت وسائل الاعلام العربي للترويج له، وحتى سفاراتها في الخارج متورطة في هذا الجانب .
الهاشمي اضاف ان مجيء محمد بن سلمان لولاية العهد هي بداية لتغيير السياسة السعودية التي تتخوف نوعا ما من التهديدات التي تطلقها الدول المتضررة من الارهاب خشية اقامة دعاوى في مجلس الأمن لإدانتها ، منبهاً الى ان سياسة الرياض الحالية هي التنصل اعلاميا من الفكر الوهابي، حتى انها دعت جهات أمريكية لتنقيح المناهج الدراسية في المملكة.
الهاشمي اوضح ان الانفتاح من خلال العراق الى دول العالم أهم ما تسعى له الرياض لتحسين صورتها، والتغطية على ضحاياها الذين قتلتهم أيادي العصابات التي تموّلهم والانتحاريين الذين ارسلوا للعراق وقتلوا آلاف المدنيين ، مبينا ان الأموال التي ستقدم للاستثمار أثارت شهية الكتل السياسية وتناست كل شيء بما فيها دماء الأبرياء.
من جانبه قال الخبير القانوني طارق حرب في اتصال مع (المراقب العراقي) ان العراق يمتلك الأدلة التي تدين السعودية في مجلس الأمن , لكن مع الأسف لم نرَ من يقوم بهذه الدعوى , فهي تثبت حق العراق وشهداءه إلا ان هناك من لا يريد ذلك.
حرب لفت الى انه لا تجوز اقامة دعوى على المملكة السعودية في المحاكم الدولية لأنه لم تحدث سابقة لذلك، وحتى رؤساء الدول يتمتعون بحصانة في القانون الدولي، لكن يحق للعراق تقديم شكوى في مجلس الأمن.
وكان السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) قال بأنّ الدعم السعودي ساهم كثيراً في تكوين داعش، عازياً غض نظر الغرب عمّا تقوم به السعودية من ممارسات داعمة للتطرّف، صمت الدول عن جرائمها.